مملكة الشر زنزانة الأمراء
 

طاهر علوان

التطورات (الدراماتيكية) الأخيرة في مملكة الشر تحمل الكثير من المخاطر والتصدعات، وبداية نهاية النظام الأسري الملكي الظالم بوضع رموزه في السجون لتمهيد الطريق وتهيئة المناخ لـ(الدب الداشر) محمد بن سلمان، وقرب موعد تنحي والده، وجلوسه على العرش، تلك الانتكاسات والتقلبات والتناقضات والتخبط الذي يعرفون أوله، ولكن من المستحيل أن يعرفوا له آخر، أوراق صفراء خريفية تترنح من فزع (الزلزال) القادم، ووصول الصواريخ الباليستية المتطورة إلى عقر ديارهم، لتهدد عمقهم وعاصمتهم وهيبتهم، وجعلت مملكة الشر تقبع في خضم (عاصفة) عنيفة من الصراعات الداخلية، صراع على السلطة، صراع اقتصادي بدرجة أساسية جراء إفلاس عدوانهم الظالم على اليمن، وهو ما دفع الولد العاق ولد سلمان ليستولي على أكبر قدر ممكن من أموال الأسرة المالكة بذريعة الفساد، مع العلم أن كل أمراء النفط والأسرة المالكة يمارسون الفساد، بمن فيهم ولد سلمان ووالده.
إنه صراع الجبابرة الطغاة من استولوا على أموال الشعب، وتاجروا بالأرض والإنسان، وتآمروا على الشعب اليمني ولقمة عيش الفقراء ودموع الثكالى والأرامل والأيتام، بظلمهم أصبحت مملكة الشر زنزانة ومعتقلاً لأصحاب الجلالة، وما يملكون من مليارات الدولارات والشركات العملاقة من دماء الشعب المغلوب على أمره وجوعه، وبقدرة قادر أصبح (الدب الداشر) المتعهد العقاري والمالك الاقتصادي لمملكة مفلسة سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً، والتي تبدو كعملاق مهيب تخضع لها أغلب الأنظمة العربية والإسلامية، اللهم لا شماتة.
اكتملت اللعبة المفبركة والانقلاب الأسري، وتهيأت الظروف الداخلية والخارجية (للداشر)، وخاصة بعد إعلانه استمرار العدوان على اليمن، وأنه لن يسمح بتواجد (حزب الله) جديد على حدود مملكة الشر، يقصد (أنصار الله). (حزب الله) المقاوم لإسرائيل والمشروع الأمريكي ليس لديه علاقة مع إسرائيل أو التطبيع والزيارات الودية والحفلات الراقصة كما هو الحال مع مملكة الشر وبعض دول الخليج، وأيضاً (أنصار الله) شعاراتهم منذ التأسيس وتوجهاتهم الفعلية ضد أمريكا وإسرائيل والوصاية السعودية، وضد الإقطاع وتجار النفط، ومحاربة الفساد والخونة، وإعادة الوفاق الوطني.
تصريحات المهفوف تزامنت مع المبادرة الأخيرة للمسخ الدولي ولد الشيخ باستضافة مملكة الشر اجتماعاً تصالحياً بين الأطراف المتنازعة في اليمن، برعايتها وإشرافها بصفتها وسيطاً (وفاعل خير) ومنقذاً للشعب اليمني من الهلاك والدمار، (حمامة سلام) وليست معتدياً، تخريجات غبية متخلفة لمملكة الشر تعبر عن فشلها في تحقيق أهدافها، وذريعة للخروج من مستنقع العدوان بوسيلة ومسميات تضمن استمرار العدوان وتدمير اليمن، وليس في الأمر كله ما يستعصي على الفهم، مملكة الشر هي الإرهاب بذاته، هي العدوان الدائم على اليمن، والذاكرة اليمنية لم تمت بعد، بالرغم من استخدام السلاح الكيميائي والإرهاب البيولوجي، واعتماد الأسلحة المحظورة والمحرمة دولياً، والقنابل العنقودية والفسفورية والقنابل الحارقة والوسائل (البيكتريولوجية)، لازلنا نذكر عدوان مملكة الشر على النظام المتوكلي ومشروعه التحرري الوطني من الاستعمار العثماني، ورفضه المطلق للاستعمار البريطاني وللوصاية السعودية المتحالفة مع الاستعمار لمحاربة الإمام يحيى واحتلال نجران وجيزان وعسير، ولازلنا نذكر الاعتداء على ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وقتل الحمدي ومشروعه الوطني لبناء دولة مستقلة عن الوصاية السعودية، وأحداث يناير 1986 لإفشال المشروع الثوري التقدمي، ولازلنا نذكر أول يوم من العدوان السعودي والغارات الجوية على يمننا في 26 مارس 2015.

أترك تعليقاً

التعليقات