دماء قادتنا تعزز وحدتنا
- د. مهيوب الحسام السبت , 10 أغـسـطـس , 2024 الساعة 7:38:10 PM
- 0 تعليقات
د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بعيدا عما نتمناه، علينا أن نعي جيدا وندرك يقينا ما نحن فيه ونعلم حقيقة ما نعيشه وتعيشه شعوب الأمة المستضعفة المعتدى عليها، ونؤمن يقينا بأننا في معركة حق ضد الباطل، وأن الحرب بيننا وبين أهل الباطل من أعداء الله ورسوله وأعدائنا وشعوب أمتنا فيها قتال، نقتل منهم ويقتلون منا، يسقط منهم قتلى ويرتقي منا شهداء إلى بارئهم، يقول الله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والفرقان ومَن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".
علينا أن ندرك أيضا أننا وكل الأحرار الشرفاء من شعوب الأمة نواجه عدواناً إجرامياً على بلداننا وشعوبنا، وأننا بفضل الله قد امتلكنا قدراً من الوعي ونهضنا متوكلين على الله بالتحرك في سبيله لمواجهة ورد هذا العدوان الإجرامي علينا وعلى شعوب أمتنا ومقدساتنا وثقافتنا وإيماننا، ونمارس هذا الحق المقدس دفاعا عن أنفسنا وديننا وقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا وإنسانيتنا، وعن أوطاننا وحريتنا واستقلالية قرارنا الوطني، ولحماية عزتنا وكرامتنا، وحفاظا على ثرواتنا، ورفضا لاستعبادنا، ولم نعتدِ على أحد أو نمارس عدوانا بحق أحد.
لهذا فإننا ننطلق متوكلين على الله في طاعته وجهادا في سبيله لنعيش أعزاء أحرارا كراما في أوطاننا كما خلقنا الله أو أحياء كراما شهداء أعزاء عنده وبجواره، فإما نظفر بنصر من الله على أعدائه وأعدائنا وإما نصر نناله نحيا به في جواره، وكلاهما نصر من الله، ولذا فإن علينا أن نعلم يقينا أننا عندما نقاتل جهادا في سبيل الله فإننا إما نرتقي شهداء لنلاقي الله وهو راضٍ عنا، ومنا مَن يتأخر وهو أكثر شوقا لها، ولا يوجد حرب بين حق وباطل دون شهداء، ولا حرية دون تضحيات ودون ثمن، إضافة إلى مكرمة أخرى من الله ننالها، حيث يقول تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون".
ولأننا نقاتل في سبيل الله ونرجو نصره فإن ارتقاء قادتنا شهداء في الميدان أو باغتيالهم لا يضعف قوتنا ولا يوهن عزيمتنا بل يقويهما، فقادتنا قدوتنا، صدقونا وسبقونا في إيمانهم، وصدقوا الله القائل: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر". ونحن نتمنى الشهادة وإن كنا ننتظر، ونحن بالوعي مسلحون، وعلى الإيمان والحق ثابتون، وفي سبيل الله ماضون، يقول الله تعالى: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم ويخزهم ويشفِ صدور قوم مؤمنين". ولنا في اغتيال قادتنا عظة وعبرة من السيد عباس الموسوي والشهيد القائد الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وأبو شنب والجعبري والصماد وغيرهم، "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".
المصدر د. مهيوب الحسام
زيارة جميع مقالات: د. مهيوب الحسام