مفاهيم الحروب تتغير وأجيالها
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل السياسة عن القوة ولا القوة عن السياسة، فالسياسة بلا قوة تحميها وتسندها بل وتدافع عنها لا قيمة لها، والقوة بلا سياسة كذلك، فكل سياسة تفرضها القوة سواء كانت قوة حق أو إيمان ووعي أو قوة المنطق والعلم والمعرفة والبيان المستند للحق والعدل والقوة الاقتصادية، ولا نتحدث عن القوة المادية لوحدها، فالقوة أنواع وأهمها قوة الحق والإيمان بالحق وبإدراك ووعي وبصيرة، وهنا تخطئ القوى العظمى التي تمتلك قوة مادية كبيرة، كأمريكا، عندما تعتقد وجنرالاتها أنهم بما يمتلكون من القوة المادية من سلاح وجيش ومال وإعلام يستطيعون تحقيق النصر، غرور تكذبه الوقائع والأيام والليالي والميادين.
هم يضعون الخطط العسكرية المبنية على ما لديهم من قوة مادية، وهم يستطيعون تحديد نوع الحرب وجيلها، بناء على تعريفهم ومفهومهم لأنواع الحروب وأجيالها، وهم كذلك يستطيعون أن يحددوا مدى أطماعهم ومقدار جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يمكنهم القيام بها، ويظنون أنها يمكن أن تخضع خصومهم الذين يقررون العدوان عليهم، ولكنهم يفشلون في تقدير قوة الخصوم وما يمتلكون من قوة وقدرات وإيمان بحقهم وبعدالة قضيتهم وروحيتهم ومعنوياتهم وإرادتهم في القتال دفاعا عن أنفسهم وحقهم ودينهم وثقافتهم ومعتقداتهم وعزتهم وكرامتهم وتاريخهم. ولذا نجد أن القوة المادية مهما بلغت بمفردها لا تحقق نصرا على خصم ضعيف القوة المادية، وما يحدث لأمريكا من قبل الشعب اليمني في البحر والجو يشهد بذلك.
وبهزيمة العدو الأنجلوصهيوأمريكي الغربي، عموماً، في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وصولاً للبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في الجو ومصير طائرات (MQ9) الأمريكية وما غدت عليه جزيرة وميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلة وطائرة «يافا» تشهد، وفرط الصوت ورعبهم من ردنا يشهد، و»آيزنهاور» و»روزفلت» تشهد، والأدوات الخليجية بكون الشعب اليمني المعتدى عليه والمحاصر منذ عشرة أعوام شعب 21 أيلول/ سبتمبر العظيم بقيادته العظيمة وجيشه ونصره قد غير من مفاهيم الحروب وأجيالها وتجاوز كل نظريات الحروب الغربية المبنية على القوة المادية والأطماع وقوة القتل وفظاعة الإجرام والصدمة والرعب وغيرها من نظرية الصهيوأمريكي لاحتلال الدول واستعمار واستعباد الشعوب.
لذا، نقول بأن الشعب اليمني المؤمن المجاهد الثائر على الظلم وقوى الاستعمار والشر بقيادته الثورية المؤمنة العظيمة والاستثنائية وجيشه العظيم ومعه كل محور المقاومة وكل الأحرار الشرفاء من أبناء شعوب أمته والعالم متوكلا على الله وبه يمضي قدما في مراكمة وعيه وبناء قوته وقدراته الرادعة لأعداء الله ورسوله ولأعدائه من القوى الطامعة بأراضيه وموقعه الجيوستراتيجي وثرواته، ويثبت أنه شعب بفضل الله وعونه يجيد السياسة ويعتبرها فن الصدق الذي هو مسار عزة وكرامة وحرية واستقلال الشعوب المستضعفة، كما يجيد إعداد القوة الساندة للسياسة، ويثق بالله وبوعده بالنصر، وما النصر إلا من عند الله، ولله عاقبة الأمور.

أترك تعليقاً

التعليقات