وهكذا تموت أمريكا
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / #لا_ميديا -

لا قيم دون حق وعدل، ولا أخلاق دون صدق وإنصاف، ولا حرية دون استقلال، ولا استقلال دون سيادة ولا سيادة دون امتلاك القرار، ولا قرار دون امتلاك الإرادة.
إن دماء الشهداء والقادة العظماء لأية أمة في سبيل قضاياها العادلة تحيي الأمم من جديد وتزيدها تصميما وإرادة على تحقيق انتصاراتها العظيمة والتي تتحقق بالفعل، ما بالك بالأمة المؤمنة بالله الثابتة الصابرة الموعودة بنصره. وهاهم الأحرار الشرفاء المؤمنون بالله أولا وبقضاياهم العادلة ثانيا وعلى رأسهم محور المقاومة يقدمون التضحيات من أفراده وقادتهم وليس آخرهم القائدان الشهيدان قاسم سليماني وأبومهدي المهندس، وهذا إيذان بسقوط عروش المستكبرين والبداية من رأس الطغيان والاستكبار رأس الشيطان الأكبر، أمريكا التي سقطت قيميا وأخلاقيا منذ زمن بعيد، وما يحدث الآن ليس سوى تعرٍّ وانكشاف للزيف والتضليل لما سمى بالقيم الغربية، واستيفاء لشروط السقوط الميداني الفعلي، وهنا نجد أنه وعبر التاريخ لا يمكن لإمبراطورية أن تسقط ميدانياً وواقعاً فعلياً ما لم تكن قد سقطت قيميا وأخلاقيا قبل ذلك، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة الموجبة للسقوط الميداني.
كما أن السقوط الميداني الفعلي ليس مرده الضعف المادي أو وهن القوة بقدر ما يكون ناتجاً عن قرارات خاطئة يتخذها قادة حمقى غير مؤهلين، كما حدث للاتحاد السوفييتي سابقاً، فسقوطه لا نستطيع القول بأنه كان نتيجة مباشرة للغزو والحرب في أفغانستان رغم أنها كانت أحد العوامل، ولكن السقوط الفعلي كان نتيجة مباشرة لقرارات غورباتشوف الخاطئة، وما يحدث لأمريكا ترامب الآن ينبئ بذلك السقوط وأمريكا لم تسقط بغزوها لأفغانستان والعراق، بل إن السقوط سيكون نتيجة للقرارات الترامبية، وليس أولها ولن يكون آخرها استهداف قادة محور المقاومة. سليماني والمهندس. وهنا نستطيع القول بأن التاريخ يعيد نفسه بوجه آخر ترامبي هذه المرة وفي مكان آخر، والتاريخ عندما تتكرر حوادثه ويكرر نفسه بالطريقة المأساوية نفسها والنتائج في فترات زمنية قصيرة الأسلوب ذاته فإن التاريخ يسجل أيضاً محطات هزلية.
إن ما سمي بالقيم الأمريكية الغربية المتمثلة في الحرية والديمقراطية الغربية وغيرها لم تكن سوى كذبة كبرى في تاريخ البشرية.
إن حديث ترامب اليوم عن العالم المتحضر والمجتر من أحاديث كثير ممن سبقه من رؤساء أمريكا وقادة الغرب ما هو إلا بقية وَهْم وغرور واستكبار أسقطه الرد الإيراني المباشر على القواعد الأمريكية في العراق على جريمة اغتيال قادة المقاومة، وهو نوع من الإصرار على استمراء الكذب والتضليل والزيف الذي أصبح مكشوفا لكل ذي وعي. 
وقد بات الكثير يدرك أن العالم الذي يقوم على قيم الكذب والخداع والتضليل والتوحش والغرور والاستكبار والسطو والنهب والأطماع واللصوصية والسرقة والعدوان والإجرام لا يمكن أن يكون عالما متحضرا على الإطلاق، بل هو عالم منحط مجرد من كل القيم والأخلاق الإنسانية، عالم متخلف مصيره الانهيار والزوال، فيما البقاء والنصر لحاملي لواء الحق والعدل والإنصاف.

أترك تعليقاً

التعليقات