من نتائج «بدعة» المولد
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لو علمنا منذ زمن بعيد ما الذي تعنيه "بدعة" إحياء ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله والاحتفاء والاحتفال بها أو كانت عرفت أجيالنا السالفة ما الذي تصنعه هذه "البدعة" من طمأنينة في القلوب، وما الذي تبعثه وتحييه في النفوس من عزة وكرامة وإباء وشموخ، وما تزرعه من فرح وبهجة وتعزيز للإيمان بالله، وما تتركه من ثقة بالله وبنصره المتحقق واقعا، وما تبنيه من وعي وإدراك وصبر وثبات وقوة، لكنا بذلنا الأرواح والمهج في سبيل إحيائها في نفوسنا وقلوبنا ووجداننا وأحاسيسنا ومشاعرنا، وحرصنا على الاحتفاء بهذه المناسبة كل عام وحديث عن ذكرها كل يوم ووقت وحين.
لم نكن ندرك ما تتركه هذه "البدعة" من تأثيرات إيجابية في علاقتنا بالله سبحانه، وفي علاقتنا برسول الله صلى الله عليه وآله وبهديه وصراطه المستقيم، وما تحققه لنا وتبعثه فينا من إيجابيات تؤثر في حياتنا اليومية، وما تغرسه من قيم وأخلاق في حياتنا كلها، وما تثيره من ذلة ورعب في قلوب أعداء الله ورسوله وأعدائنا من الطواغيت المستعمرين المستكبرين المجرمين المعتدين وأذيالهم وأدواتهم من بني جلدتنا المحسوبين علينا، وما تحدثه من تغيير في ميادين المواجهة بيننا وبين أعدائنا، وما تخلفه من إنجازات في المعركة وانتصارات شبه إعجازية على أعداء رسوله والمؤمنين.
إن من آثار ونتائج هذه "البدعة" أنها تشد وثاق علاقتنا بالله ورسوله وهديه وصراطه المستقيم وتزيدنا وعيا وإدراكا وإيمانا كل يوم، فلم نكن نعرف العزة ولا الكرامة، ولم ندرك ما معنى الإيمان بالله ولا الجهاد في سبيله، لأننا لم نكن نعرف النصر ولا ندري ما هو إلا بعد إحيائنا لهذه الذكرى العزيزة والعظيمة "البدعة" والفرح بها، فوجدنا الرعاية من الله ونصر الله لنا في كل ميادين المواجهة مع المعتدين، هذه "البدعة" التي نفرح بها ونحييها في قلوبنا والتي يأمرنا الله بالفرح بها في قوله: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".
لهذا فقد وجب علينا أن نفرح بمولد المصطفى محمد صلى الله عليه وآله ونحبه أكثر من حبنا لأنفسنا وأموالنا وأولادنا وما نملك، وكذلك فإن علينا أن نرفع ذكر ومقام ومكانة من رفع الله ذكره وأرسله رحمة للعالمين، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، ونتولى الله ونتولى رسوله، ونتولى المؤمنين من أمرنا الله بتوليهم في قوله "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"، وهم الإمام علي عليه السلام وأعلام الهدى من آل بيته.
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. لبيك يا رسول الله. لبيك يا رسول الله.

أترك تعليقاً

التعليقات