سورية المقاومة انطلقت
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لم يكن مفاجئاً لي وأنا أستمع، الخميس ليلة الجمعة 28 نوفمبر، إلى نبأ انطلاقة المقاومة السورية ضد جنود كيان العدو الصهيوني ومن قرية بيت الجن، وإصابة ثلاثة عشر جندياً صهيونياً، بينهم ضابطان، وفرار بقية قوات الكيان تاركين بعض آلياتهم وجرحاهم. لم أتفاجأ؛ لمعرفتي بأن الشعب السوري شعب عربي ذو شهامة ونخوة وعزة وكرامة، وأنه لن يقبل بالاحتلال حالياً كما لم يقبل به من قبل. وتذكرت المجاهد العظيم وزير الدفاع السوري يوسف العظمة عندما واجه الاحتلال الفرنسي ومعه عشرات من أفراده بأسلحتهم الفردية على مشارف دمشق في منطقة ميسلون.
كان القائد العظمة وأفراده يدركون حينها أنهم لن يردوا جيش المستعمر الفرنسي ولن يوقفوا زحفه؛ ولكنه قال: لن ندعهم يدخلونها عنوة... وواجه، وفي معركة ضارية استشهد فيها وأفراده احتل المستعمر الفرنسي سورية، وبقي يوسف العظمة حياً عند الله وعند الشعب السوري منارة وقدوة لكل الأحرار من أبناء الشعب، فالتحق به الكثير وسار على نهجه ودربه الكثير ممن قادوا الحركة الوطنية الجهادية المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي حتى رحيله عن سورية نتذكر منهم سلطان باشا الأطرش والشيخ وصالح العلي وإبراهيم هنانو وغيرهم الكثير لا يتسع المقام لذكرهم.
ربما كانت المقاومة في بيت الجن مفاجئة لكيان العدو الصهيوني؛ لأنه ظن أنه بسقوط النظام وتدميره لأسلحة الجيش السوري واتفاقه مع فصائل جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام وغيرهما من فصائل داعش والتي جاؤوا بها لفيفاً من إيجور الصين ومن أوزبكستان والشيشان وتركمانستان... ومن جل دول العالم، ومنها العربية والإسلامية، وأنه بما قام به ومعه أمريكا وتركيا ودويلات عربية قد دنت له سورية وامتلكها، وأن الشعب السوري أصبح يُحكم من «تل أبيب»، وأن أبوبكر البغدادي الشيباني والجولاني سابقاً (الشرع حاليا) قد سلموا له سورية وشعبها وهم حراس له وبأمره.
وبعد أن اطمأن كيان العدو لقيام «الشرع» وجماعاته الإرهابية التكفيرية بتنفيذ المشروع الصهيوأمريكي التدميري التقسيمي التفكيكي كما خطط له فاعتداءات السلطة على الشعب مستمرة والقتل على الهوية مستمر؛ أكثر من ستين ألف شهيد من أبناء الساحل (العلويين) والسبي والاختطاف... والحبل على الجرار، وعلى أبناء السويداء كذلك وغيرها، ولم يسلم منهم أبناء السنة في حلب ودمشق وغيرهما، وهو يجول ويصول في القنيطرة ودرعا وريف دمشق، جاءته أول لطمة على قتله واختطافه لأبناء الشعب السوري ومن بيت الجن، ولهذا دلالاته، ومنها أن الشعب السوري بعزته وكرامته ووطنيته وعروبته يرفض الاحتلال، وأنه لن يفرط بحريته واستقلاله وسيادته وإيمانه بحقه بأرضه في الجولان وكل سورية وبثرواته لا يتزعزع، وأن إرادته غير مرتهنة لسلطة، وأن حقه في المقاومة جزء من هويته، وقد انطلقت، ودفاعه عن نفسه جزء من ثقافته وعقيدته، وأن القادم حرية وسيادة واستقلال وزوال لكيان العدو ومن والاه.
نوجه التحية للشعب العربي السوري، عجلة المقاومة تحركت، والنصر آتٍ، ولينصرن الله من ينصره.

أترك تعليقاً

التعليقات