المقاومة هي السبب!
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
«يكفي قد عملنا مع الشعب الفلسطيني ومع أبناء غزة ما لم يعمله أحد غيرنا، ولذلك لا عاد نتركش «إسرائيل» تصر على أنها تكمل ضربها للبنية التحية لليمن وتنهي كل شيء»!!
هكذا علق صديقي اليساري على مقال أعدت نشره على «الفيس بوك»، وأقتبس من تعليقه: «إن الحضور اليمني الفاعل بهذه الشجاعة فخر كبير وغير مسبوق؛ لكن الأكيد للغاية أن إسرائيل باقية إلى حين، ومنتصرة بغزة حتماً. وهنا، وبعد هذا الحضور اليمني المشرف، لا بد من الاكتفاء بما قد تم، والحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية للاقتصاد والخدمات في اليمن»؛ وكأنّ العدوان الأنجلوصهيوأمريكي بأدواته التنفيذية قد أبقى لنا شيئاً من البنية التحتية!
طبعاً، أنا أقدّر ما أورده الرفيق، وإن كان لا يمت إلى فكره وقناعاته بصلة، كما عرفته يوماً ما كألد أعداء الإمبريالية والاستعمار والرجعية، ناهيك عن أنه يعيش معنا هنا؛ لكن محاولة إدخال العقلنة بديلاً للوعي والإدراك، في مقاربة الفكر خارج مربع القناعات والوقائع الممارسة، هو إما حرف للحقائق وإما انحراف عنها!
ولو أنه نظر إلى أننا عندما نواجه الصهيوأمريكي فإننا نواجه الرجعية والاستعمار عملياً ونهزمه لأثبت صحة جانب من جوانب فكر يحمل، ولأدرك أنه قد يكون هناك خطأ في الفهم أو قصور في الوصول أو خلل في التقييم والتقويم معاً.
ولا أظن أن مواجهة الإمبريالية والاستعمار من أسباب عدم التحرر من الاستعمار أو أنها سبب لقيام المستعمر بقتل الشعوب وتدمير مقدراتها، أو أن خنوع واستسلام الشعوب لأعدائها سيحقق لها الحرية والسيادة والاستقلال؛ فالمقاومة الفيتنامية لم تدمر فيتنام، ومقاومة عبدالقادر الجزائري ورفاقه للاستعمار الفرنسي لم تسبب الاستعمار، ولا ثوار حركة التحرير الجزائرية الـ22 الذين أعلنوا الثورة بالنار على فرنسا في 1 يناير 1954 هم من قتل أكثر من مليون ونصف مليون جزائري، والمجاهد عمر المختار ليس هو الذي قتل نصف الشعب الليبي حين واجه الاستعمار الإيطالي... والسؤال أيضاً: من يدمر الضفة الغربية اليوم؟
ولمعرفة الحقيقة، ولمزيد من الوعي بالحقائق، نسأل: ماذا جلبت اتفاقية «كامب ديفيد» لشعب مصر، واتفاقية «وادي عربة» لشعب الأردن؟! والأهم: ماذا جلب استسلام «أوسلو» للشعب الفلسطيني؟! وماذا فعلت «الإبراهيمية» للمغرب والبحرين والإمارات؟! وما الذي ينتظر سورية؟!
ومن الإجابات والواقع يبنى على الشيء مقتضاه. هل مصر اليوم أكثر قوة وازدهاراً وأمناً... الخ؟! لقد سقطت أمريكا الإمبريالية وانهزمت كإمبراطورية من اليمن في البحرين الأحمر والعربي، وباعترافها.
أخيراً: ندعو من بقي فيه ذرة وعي من اليمنيين أولا، ثم من العرب ثانياً، إلى مراجعة الذات والاعتزاز بالإنجازات والثقة بالنفس والإيمان بالله خالقنا وخالق أمريكا، وبحقنا وعدالة قضيتنا، وبقدراتنا إذا ما تولينا الله واتبعنا صراطه والتزمنا بهديه وعملنا بموجبات النصر والعزة والكرامة، وها هي الحقائق اليوم تتجلى أمامنا إعجازات تتحقق.
ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز. ومن مع الله عزيز، ومن مع أمريكا ذليل. يقول الله تعالى: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين».

أترك تعليقاً

التعليقات