وقف إطلاق النار «الإنساني»!
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

ليس غريبا على العدوان الصهيوأمريكي الأصيل بأدواته الأعرابية ومنظمته الأممية، السعي لما يسمونه وقف إطلاق النار بشكل إنساني، وما الغرابة في ذلك وهم يدعون أن عدوانهم بكل أنواع وصنوف الأسلحة الفتاكة على الشعب اليمني وقتله وتدمير مقدراته واحتلال أرضه وحصاره وتجويعه للعام السادس ونشره للأوبئة فيه، هو عمل إنساني.
وطالما أن هذا العدوان الإجرامي الظالم المجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاق يعتبر كل جرائمه بحق الشعب اليمني أعمالاً إنسانية، فلا ننتظر منه يوما أن يقوم بوقف عدوانه، بل إنه يعتبر أن دفاع هذا الشعب عن نفسه ومقاومته له هو عدوان عليه، وهذا دليل على شدة قبح هذا العدوان بقيادة ما يسمى النظام الدولي المنتهية ولايته، وعليه فإن هذا النظام الاستعماري الاستكباري الآيل للسقوط لم ولن يغير شيئا من مفاهيمه ولا مصطلحاته ولا سلوكه ولا أطماعه، وأنه سوف يستمر في عناده وكبره وغروره وجرائمه التي سوف تحاصره حتى سقوطه النهائي الناجز القريب.
إن الجرائم الكبرى لهذا العدوان الأبشع على مر التاريخ لن تدعه يتراجع عن غيه وباطله، بل سوف تمنعه من الاعتراف بالحقيقة والرجوع إلى الحق، وإلاّ فإن الأمر سهل وبسيط جدا ولا يحتاج إلى جهد وعناء وكثير من الشرح والتوضيح، فالعقل والمنطق والحق والعدل والإنصاف والشرائع السماوية والقوانين الأرضية والفطرة الإنسانية تقول بأنه يجب على المعتدي أن يوقف عدوانه ويرفع حصاره، وليس المطلوب من المعتدى عليه أن يوقف دفاعه عن نفسه، وللعلم فإن مطلب وقف نار الحرب العدوانية على اليمن كان ولايزال مطلب الشعب اليمني منذ اللحظة الأولى للعدوان عليه.
إن رئيس النظام الدولي المنتهية ولايته والذي يشن حروبه العدوانية الإجرامية الظالمة منذ إنشائه عام 1945م على الشعوب المستضعفة حول العالم، وآخرها حربه العدوانية المستمرة على الشعب اليمني، لايزال يهدد بحروب أخرى تارة ضد إيران وتارة ضد الصين وغيرهما، رغم أنه لايزال متورطاً في حروبه السابقة التي خاضها ولم يستطع أن يحسمها أو يخرج منها من اليمن إلى العراق وسورية وليبيا وغيرها، والتي لم يحقق فيها سوى الخسائر.
طبيعة هذا النظام الإجرامي الزائل وسلوكه وشعاره المرفوع "من ليس معنا فهو ضدنا"، وجرائمه التي تحيط به وتحاصره من كل جانب، لن تمنحه الفرصة للخروج دون هزيمة واضحة، وفق سنن الله في خلقه وكونه، ولنا في التاريخ عبر واضحة، فكل الإمبراطوريات على مر التاريخ لم تسقط إلا لعظم جرائمها التي منعتها من اتخاذ القرارات الصائبة.
لقد انتهى العمر الافتراضي لهذا النظام الدولي قبل بداية هذا القرن بحريته وديمقراطيته الزائفة، وسقط الآن فعليا، بدليل أن العالم كله يعيش الآن حالة فراغ دونما نظام يحكمه ويحترمه العالم أو يجمع عليه، وأن عصر الشعوب والشعوبية باتت الآن واضحة وما تبقى هو أن يوقف هذا النظام إطلاق ناره ودفع الثمن.

أترك تعليقاً

التعليقات