قادتنا شهداء النصر
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
هؤلاء هم قادتنا المجاهدون العظماء، لا يعيشون في أبراج عاجية، ولا في قصور صروحها ممردة من قوارير، وليس لهم ثياب خضر من سندس واستبرق، وإنما يعيشون في أوساطنا وبيننا، لا يتميزون عنا بشيء إلا عند المغارم في مواجهة العدو، هم من يتقدمون الصفوف للنزال، مع أنهم من يخطط أو يشارك فيه، إلا أنهم حاضرون في التنفيذ، فهم أول السيوف المشهرة بوجه العدو، المتصدية لضرباته الضاربة فيه المتلقية لضرباته، تدفع عن شعبها وأمتها خطر أعدائها بأغلى وأعز ما تملك، فهي المثل والقدوة لمن تقود، ودماء القادة هي الوقود اللازم لمواصلة السير على النهج ذاته، وكلما زاد الوقود زاد رتم السير وسرعة الوصول لتحقيق الغايات المنشودة.
يجود قادتنا بأغلى ما يملكون (الدم والروح) في سبيل الله وإعلاء كلمته وإحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل ونصرة لله في مجابهة الظالمين المعتدين ومواجهة الطواغيت المجرمين الساعين في الأرض الفساد، وقادتنا هم من يقودوننا متقدمين الصفوف عند النزال، حاملين أعلى أكفهم أرواحهم مع الله، متوكلين عليه، متسابقين على نيل شرف الشهادة في سبيل الله، لذا فهم أول من يضحون استجابة لله ودفاعاً عن دين وأرض وعرض وعزة وكرامة، ولإرساء قواعد العدل والإنصاف وترسيخ القيم والأخلاق نصرة لله والمستضعفين، والدفاع عنهم، تحقيقاً لحرية الإنسان التي أرادها الله له لأداء مهامه في عمارة الأرض لا إفسادها.
إن أعداء الله وأعداء رسوله والمؤمنين لا يدركون معنى الشهادة في سبيل الله وما هي قيمة الاستشهاد في تحقيق الله النصر للأمة، حيث يقول الله سبحانه: «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز»، ونصر الله هو في منع أعداء الله المجرمين الطواغيت المستكبرين من الإفساد في الأرض، من خلال مواجهتهم جهاداً في سبيل الله وإحيائهم لذكر الله والتزامهم طاعة الله وتقواه. «إن الله لقوي عزيز» هو تأكيد على قوة الله وتحقيق وعده بالنصر للمؤمنين، بالله وبحقهم وعدالة قضيتهم، وهذا كله لا يدركه أعداء الله وأعداؤنا الذين يظنون أنهم باستهداف قادتنا قد يربحون أو يحققون نصراً علينا، ولا يعلمون أنهم يعجلون بهزيمتهم ويقربون مسافاتها أكثر.
الحمد لله الذي جعل أعداءنا أغبياء لا يتعظون ولا يأخذون العبر، ليس من الماضي البعيد أو المتوسط بل والقريب أيضاً ومن سير معركتنا معهم، رغم استشهاد كثير من قادتنا في هذه المعركة منذ احتلالهم لأرضنا، وهل أفادهم استهداف قادتنا العظماء أم بالعكس مما يظنون؟! وهل استهدافهم لقادتنا المؤسسين من الشقاقي إلى الموسوي والصدر وياسين وحسين البدر أضعف معركة مواجهتهم أم زادها اشتعالاً وقوة وعزماً وتحقيقاً للانتصارات؟! ولذا فإن أعداءنا لا يعلمون أن قادتنا هم قدوة ومثل أعلى، وهم قادة ملهمون، فالواحد منهم يلهم عشرات ومئات الآلاف، بل والملايين، من شعوب الأمة والعالم، ونصرنا بالله بات أقرب من أي وقت مضى، كما هو زوال هذا الكيان المجرم، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات