القاهرة في بيروت «حصرا للسلاح»
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
أن يسعى كيان العدو «الإسرائيلي» ومن خلفه أمريكا (وهي الأصيل) إلى نزع سلاح كل من يواجه الكيان ويقاومه ويقول: لا لأمريكا وأطماعها ومشاريعها الاستعمارية، فهذا شيء مفهوم وتعودنا عليه ونواجهه بإيمان وثبات وصبر ونتغلب عليه مرة ونُغلب مرة، ونعد لهم ما استطعنا من قوة ورباط ونحن أصحاب حق وقضية عادلة ومتوكلون على الله واثقون بنصره، لكن أن تتسابق أنظمة «سايكس بيكو» و«كامب ديفيد» و«سلام مدريد» و«صفقة القرن الإبراهيمية».. إلخ، على خدمة كيان العدو من خلال الاستجابة لتنفيذ ما تريده أمريكا الراعية له وشريكته وأصيله في جرائمه، فهذا خزي وعار ولعنة أبدية بحقهم.
لم تكن أمريكا صادقة مع تلك الأنظمة ولا صديقة لشعوبها، بل عدو لها وشريكة في العدوان وجرائم الإبادة الجماعية بحقها من فلسطين إلى مصر ولبنان وسورية واليمن والعراق.. إلخ، والأحرى بتلك الأنظمة ألا تكون أدوات تنفيذية لمشاريع الصهيوأمريكي في بلدانهم، وأن تتكئ وتستند على قوة المقاومة في استعادة ولو جزء من العزة والكرامة التي فقدوها منذ زمن بعيد، بدلاً من الاستجابة لعدوهم وعدو شعوبهم بالمساهمة في محاولة نزع قوة الشعوب.
إن الأنظمة الخانعة الخاضعة للصهيوأمريكي ليست مؤهلة لأن تكون وسيطا نزيها ولا ناصحا أمينا وهي تحاول تنفيذ ما عجز عنه الصهيوأمريكي بالحرب وجرائم الإبادة الجماعية في غزة وجنوب لبنان وغيرها، وإقناع الشعوب المقاوِمة بالتخلي عن قوتها تحت مبرر عدم القدرة أو أن الحل في المفاوضات مع المعتدي بدلاً عن مواجهته، والحديث عن تحرك مصري للوساطة بين لبنان وكيان العدو، وظهور سفيرها بمؤتمر صحفي من قصر بعبدا، والتسريبات المتداولة بعده عن حمله تهديدا شفويا «إسرائيليا» للمسؤولين في لبنان مفاده «إن لم يعملوا على نزع سلاح المقاومة قبل نهاية هذا العام فإن لبنان سيتحول إلى غزة أخرى».
إن الأنظمة التي تتحول إلى حملة رسائل فقط بدلاً من القيام بواجبها الأخوي والقيمي والأخلاقي والإنساني هي أنظمة لا تحترم نفسها ولا شعوبها، ولا يليق ببلد عربي سواء مصر أو غيره نقل رسائل قد سمعها لبنان من مسؤولين ومبعوثين أمريكيين وقادة كيان العدو وأوروبا... إلخ، لماذا تختار هذه الأنظمة الضعف والذلة والهوان ووضع نفسها وتحت يافطة «الوساطة» وسواها في هذا الوضع المزري، وهي التي لم تحقق لشعوبها شيئا من التطبيع؟!
لمصلحة من تقوم هذه الأنظمة بالتمهيد لاستباحة لبنان من قبل كيان العدو وتسهيل وصوله إلى بيروت خلال ساعات؟! كما حدث عام 1982م بعيد اتفاقية «كامب ديفيد»، حينما ترك لبنان لوحده إلا من سورية وبعض الشعوب العربية.
إن التطبيع مع المعتدين استسلام وذلة والشواهد كثيرة.. فمثلاً اتفاقية «كامب ديفيد» لم تجعل مصر قوية ولا مزدهرة ولم تحم محور صلاح الدين أو معبر رفح.. إلخ، وقد أثبتت الأيام ومجرياتها أن عزة وكرامة الشعوب هي في قوتها ومقاومتها لأعدائها، وفي جهادها.. ولشعوب الأمة والشعوب الحرة في الشعب اليمني القدوة في موقفه وتحركه وفي عزته وكرامته وانتصاراته.. ولله عاقبة الأمور.

أترك تعليقاً

التعليقات