انهيار جدار الطاغوت
 

د. مهيوب الحسام

#مهيوب_الحسام / #لا_ميديا -

فقد العدوان إحدى أكبر وأهم وسائل عدوانه المؤثرة وسلاحه الأمضى الذي طالما استخدمه في حروبه العدوانية على كثير من بلدان العالم وأثبت نجاحا وانتصارات في كثير من معاركه على الأمة وبه حقق كثيرا من أطماعه والذي علق عليه آمالا لا حدود لها في أداء دور فاعل وحاسم في عدوانه على الشعب اليمني العظيم، وهو الإعلام، وبعد 5 سنوات من عدوانه التفت يمنة ويسرة فلم يجدها حيث يأمل، بل وجدها مرتدة إلى نحره فبهت من هول الصدمة.
ذلك الإعلام الذي بناه بأموال وبنين ونفط وتزييف دين، مؤسسا بنيانه على كذب مهين ودعايات وتضليل لا يلين ليرتد عليه وبالا بعد حين.
كيف انهار أكبر وأعظم جدار في حرب الطاغوت الاستكباري العدواني على الشعب اليمني ولم يكن له تأثير ولا جدوى، لا بل إن تلك الإمبراطوريات الإعلامية التابعة للعدوان استوت لتنقل أحداث معركتنا مع هذا العدوان من إعلامنا الحربي كأحداث معركة وادي أبو جبارة وغيرها وبات العدوان يتوسل قيادتنا ويترجاها أن لا تنقل مشاهد بقية المعارك التي تلت معركة وادي أبو جبارة.
سلاح الإعلام الذي غزا به أفغانستان واحتلها في أيام معدودة وغزا به العراق واحتله في 18 يوما وغزا به ليبيا ومالي وغيرها من بلدان العالم، هذا السلاح سقط في اليمن وهدمت أركانه وتمزق أشلاء تذروها الرياح، وأصبح سرابا بقيعة يحسبه العدوان ماء فلم جاءه لم يجده شيئا ووجد الشعب اليمني عنده يسقيه من عين حمئة ويجرعه كؤوس المنايا ونقيع الهزائم المرة.
إن أحد الأسباب الكامنة وراء انهيار جدار إمبراطوريات العدوان الإعلامية وانكشافها وتعريها بل وارتداد تأثيرها عليه هو إيغالها في الكذب والزيف والتضليل لدرجة الفجور، وتماديها في الغي والباطل، واصطدامها الشديد بجدار الحق ذي القوة المتين الذي عليه الشعب اليمني العظيم المواجه للعدوان قيادة وشعبا ومجاهدين، فزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
والسبب الثاني هو أن الذي مع الله لا يخشى سواه ولا يلتفت لغيره، ويدرك ويعي بل ويؤمن إيمانا يقينيا بأن الله مع الحق وعلى الحق وما دونه هو الباطل، وأن من يمتلك القضية العادلة يمتلك الحق، والإرادة، والقوة والعزيمة والصبر والثبات وبذلك يمتلك موجبات النصر المبين.
فمن المعروف أن الشعب اليمني العظيم لا يمتلك من المال والاقتصاد والإعلام ما لدى قوى العدوان ولا يمتلك مراكز بحوث متخصصة خاصة بالحروب النفسية والحروب الناعمة، لكنه امتلك إيمانه بحقه في الدفاع عن نفسه، وحقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، وما انتصاراته إلا لأنه يمتلك قيادة فريدة من نوعها، تحمل مشروعا يعيد للإنسان إنسانيته وعزته وكرامته، مشروعا مستمدا من القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قيادة مجاهدة على درجة عالية من الكفاءة والوعي والإدراك والاقتدار، مؤمنة بالله ورسوله وبحق شعبها في الحرية والاستقلال والعزة والكرامة.

أترك تعليقاً

التعليقات