من عدوان الكيان على إيران
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
 عندما يعلن كيان العدو «الإسرائيلي» عدوانه «الرد» على الجمهورية الإسلامية في إيران صباح السبت 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 بعد ردها المزلزل في عملية «الوعد الصادق 2» على عدوانه باستهداف القائد إسماعيل هنية في طهران ثم القائد العظيم حسن نصر الله في بيروت، ويأتي هذا العدوان بهذا الشكل الباهت في كثير من جوانبه، ومع غياب شبه تام حتى للصورة الحقيقية المؤكدة للحدث والمواكبة له ومحاولة إظهار ولو جزء من تلك الصورة التي أظهرها الرد الإيراني، والأقبح من ذلك لجوء الكيان مضطرا إلى فبركة صور والبحث في الأرشيف عن صور قديمة لأحداث أخرى لا تمت للحدث بأي صلة، فإن هذا لا يعني سوى أحد احتمالين أو كليهما معا، وهذا يثبت وهن الكيان وخسارة قوة الردع لديه، ويظهر قوة إيران وردعها.
الاحتمال الأول: إذا كان ما حدث ناجماً عن عجز كيان العدو وأصيله الأمريكي ومن معهما في إبراز الحدث كما أرعدوا وأزبدوا منتفخين وتوعدوا، فإن هذا لا يشي بضعف الكيان أو وهنه وترهل قوته فحسب، بل يشي بما هو أكثر سوءاً في واقعه وفي طياته، وأهمها أن ضوء فجر المعركة مع الكيان يشرق في نهاية النفق، وتحقق انتصار الدم على السيف وانتصار محور الجهاد والمقاومة، وبفضل الله وتضحيات ودماء الشهداء بات النصر اليوم أقرب من أي وقت مضى، وأن هذا الطاغوت الصهيوأمريكي قد علا علواً كبيراً لا يسعه معه إلا السقوط.
أما الاحتمال الثاني فهو يذهب إلى القول بأن عدوان الكيان «رده» الذي كان بتنسيق وشراكة تامة مع الأمريكي وقواعده في المنطقة كان قويا ولكنه اصطدم بقوة أقوى وأصلب وأعظم من جانب إيران، والمتمثلة في قوة منظومة صواريخ الدفاع الجوي الإيراني، حيث استطاعت أن تسقط جل صواريخ ومسيرات العدوان الصهيوأمريكي قبل الوصول إلى أهدافها، ومنها ما تم إسقاطه في الفضاء وربما قبل دخولها الأجواء الإيرانية، وهذا يعطي لإيران قوة ردع إضافية وقدرات وجهوزية ويقظة عالية لم تكن بحسبان الصهيوأمريكي المهاجم «المعتدي» وهو ما يجعل إيران قوية بالفعل وسيعزز حضورها ودورها وكلمتها.
وفي حالة ما إذا تحقق كلا الاحتمالين معاً، وهو ما يذهب إليه الكثير من المتابعين، ومنهم باحثون وإعلاميون وعسكريون وخبراء في الكيان نفسه، ويعزز ذلك ويؤكده واقع الكيان اليوم في غزة وفي شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، وتؤكده المقاومة في الميدان ومعها محور الإسناد والدعم من العراق إلى اليمن، وما يفعله في الكيان ويراكمه من تأثيرات في البحار وما أحدثه في أم الرشراش وصولا إلى حيفا ويافا وما يطوره من قدرات بعون الله ستزلزل كيان العدو الصهيوني وسيعصف بأمريكا صاحبة المشروع وقائدة هذا الإجرام وجرائم الإبادة، يقول تعالى: «إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد»، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات