رحلة زوال الكيان تبدأ بطوفان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
إن معركة «طوفان الأقصى» في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ليست مجرد معركة عابرة أو مرحلية أو ترفية أو معركة فائض قوة، بل هي معركة استراتيجية طويلة وبعيدة المدى، لها مفاعيل قوية الأثر مديدة التأثير حفرت في قاعدة كيان الاحتلال حفرة لن تردم، بل تزداد عمقا واتساعا، وفتحت في جدار الاحتلال ثقبا لا يمكن إغلاقه، وتركت جرحا نازفا لن يتوقف إلا بانتهاء وزوال كيان الاحتلال ذاته، هذا الكائن الغريب عن الحق وعن الأرض وعن أهل الأرض وأصحابها.
لقد شكل التصعيد المتدرج من جبهات إسناد المقاومة، وعلى مراحل تصاعدية قوية ما بين رد مفاجئ وردعي صادم للعدو في كثير من الأحيان، وهو ما سبّب ارتباكا وحيرة للأنجلوصهيوأمريكي والغرب الاستعماري عموما، وهو ما شكل قواعد اشتباك جديدة في كل مرحلة.
الحيرة الكبرى للعدوان كانت من جبهة الإسناد اليمنية، ومراحل التصعيد التي شكلت رعبا للمعتدين المشاركين لكيان العدوان الصهيوني في جرائمه والداعمين له والمتعاونين معه. ففي كل مرحلة من التصعيد اليمني يتم رسم خطوط وقواعد اشتباك جديدة وتغيير المعادلات ورفع الأسهم التفاوضية للمقاومة الفلسطينية وصولا لمرحلة التصعيد اليمنية الرابعة والتي شكلت مفاجأة للصديق قبل العدو.
لذلك فإن معركة «طوفان الأقصى» ما وجدت لكي تنتهي بوقف إطلاق النار، طويل أو متوسط المدى أو حتى قصير يمتد عمره لسنوات ثم تبدأ بعده معركة جديدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية ومعها محور المقاومة من ناحية وبين كيان الاحتلال الصهيوني وشركائه وداعميه والمتعاونين معه من ناحية أخرى، بل هو الخطوة الأولى في مرحلة زوال الكيان الصهيوني من فلسطين وإزالة ظلم تاريخي تعرض له الشعب الفلسطيني وعودة الحق لأهله.
وهنا نؤكد أننا لا نستطع أن نحدد أن غداً أو بعد غد أو بعد أسبوع أو شهر سيزول هذا الكيان، فقد تطول رحلة زوال كيان الاحتلال زمنيا وقد تقصر، ولكن ما يمكن الوقوف عنده وتأكيده شيء واحد، هو أن هذه الرحلة قد بدأت وتخطو خطوات مرسومة، ومعالمها واضحة وآثارها ملموسة في زوال هذا الكيان الصهيوني الإجرامي، وهي تمضي في خطواتها إلى الأمام وبشكل متسارع.
أخيراً، يمكن القول بأن كيان الاحتلال الصهيوني لن يستطيع أن يتحمل وقفا لإطلاق النار لفترة طويلة؛ لأنه سيشعر دوما بهزيمته وعجزه، وسينهي ما تبقى من معنويات لديه (إن بقي)، وسيزيد شعوره وإحساسه الدائم بالخطر الدائم والداهم، وسيعاود الكرة ليُهزم مرة أخرى ولتشكل كل هزيمة يمنى بها خطوة أخرى في طريق زواله لتقصر فترة بقائه على أرض فلسطين التاريخية، وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر، ولينصرن الله من ينصره.

أترك تعليقاً

التعليقات