لن يضيع الفجر من أعماقنا
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

بعد أن مزّقنا خيوط ليل الوصاية المعتم قاتم السواد، وبعد أن رأى هذا الشعب الفجر ينثرُ ضوءهُ في كل أرجاء وطنه، وبعد أن أحسّ الشعب بعزته، واستعاد عنفوانه، وتذوق طعم الحرية بعد دهر من الرق، وبعد أن أدرك معنى الكرامة، وأبصر درب العزة واضحاً أمامه، وفيه قيادة تاريخية واعية مدركة تحمل مشروعاً يحييه من بعد ممات، ويخرجه من زمن السبات، قيادة خلفها يمضي بثبات نحو انتصاراته بـ(هيهات منّا الذلة)، وهيهات من هذا الشعب أن يعود للعمى مرة أخرى، ومادمنا في هذا الوطن الشامخ نعيش، والذي توفق في ثلاث (شعب، وقيادة، ومشروع)، والتي أسمّيها ثلاثية الشموخ والنصر، وعليه لن نكون فيه إلاّ شامخين، وفيه لن نرجع يوماً لذلك الليل عبيداً أو أسرى لماضٍ وصائي فاسد قاتل كان هو العدوان الأساس على الشعب اليمني.
لن نعود لزمن العدوان ذاك، وإن قتلونا ألف مرة، سنخرج أشد قوة وبأساً، وأصلب عوداً، وأقوى شكيمة وعزماً وإرادة في النصر، ولن نركع إلاّ لله، وتلك الوصاية الظلامية أصبحت وراء ظهورنا بعدما صيّرناها هشيماً تذروه رياح الحرية والاستقلال، ولن نعبد العجل، كلاّ، ولن نسمح أن يُعبد العجل على أرضنا مطلقاً مرة أخرى، ولن نعبد إلاّ الله، وبه، وبشعبنا ننتصر.
لقد ظن العدوان (السعوصهيوأمريكي) ظن السوء أن باستهدافه قائداً ورئيساً ثائراً مجاهداً صادقاً مع الله ومع نفسه وشعبه، قائد هذا الشعب ورئيسه صالح علي الصماد، أنه يستطيع حجب أشعة النور التي بزغت من فجر صباح يوم الحرية والانعتاق من ظلام عهد الوصاية، فجر 21 أيلول 2014م المجيد، فإنه واهم، ولن يستطيع أن يقتل الفجر في أعماقنا، والفجر من أعماقنا لن يضيع، لأننا أمة، وشعب قائد، وقيادة مجاهدة عظيمة من أفراد هذا الشعب العظيم، ومشروع عظيم، لذا فنحن أمة عظيمة كلما ولّى عظيمٌ شهدت منا عظيماً، وعظمة هذا القائد من عظمة شعبه، وعظمة المشروع الذي ينتمي إليه، فهذا القائد العظيم صالح الصماد هو جزءٌ من مشروع تحرري رباني عظيم، هو (المسيرة القرآنية)، الذي أطلقه القائد العظيم السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، والذي تم استهدافه من قبل نفس العدوان، لإطفاء ذات النور، والقضاء على ذات المشروع، فخاب فألهم، واستشهد السيد حسين، وبقي المشروع، ونور الله ساطعاً وهاجاً، وأزداد ألقاً وقوة وانتشاراً، يرعب الأعداء، ويقتلع عروش الظلم. وهكذا فإن الأشخاص، ومهما كانوا عظماء، لا يبقون، لأنهم غير مخلدين، ولكن مشاريعهم العظيمة تبقى، وتخلد.
لقد استهدف هذا العدوان الغبي شخص القائد الصماد، ولا يعلم أن هذا المشروع العظيم قد أنجب آلاف صالح الصماد، وهو في قلب وضمير وذاكرة ووجدان كل يمني شريف مقاوم، كقائد قدوة، ولن يلقى العدوان منا إلاّ ما يكره. لقد رحل عنا القائد القدوة الصماد شهيداً مرفوع الهامة، مدافعاً عن أرضه وعرضه ووطنه، وكرامة وعزة وشرف كل يمني حر.. ارتقى شهيداً فرحاً بما أتاه الله من فضله، فهنيئاً له رضا الله عنه، وحب الشعب له، وهو حي عند ربه، وحي في قلوب الملايين من شعبه وأمته.
ولهذا كله أقول وبكل ثقة إن بقتل الصماد (هُزِمَ العدوان)، وهذا ليس تمنياً، بل حقيقة واقعة، وسيثبت القادم من الأيام ذلك، وزمام المبادرة والرد بأيدينا، والعدوان بهذا الاستهداف لم يفقدنا شيئاً، بل زادنا قوة وبأساً وعزماً، والعدوان كان عاجزاً لا يستطيع التحكم بشيء، حتى نبأ الاستشهاد منا، ومنا الرد، وهزيمته الناجزة منا.
إننا شعب يفخر بقادته العظام، لإنجازاتهم وقيمهم، فهم قادة قدوة يعلموننا معنى العزة والكرامة، ويجسدونهما واقعاً نعيشه، ومن ارتقى شهيداً فله من الله العزة، ومنا التقدير والوفاء، وقد أنجزوا من أدوات وموجبات النصر معظمها، وماضون لإعلان النصر الناجز، فماذا أنجز العدوان غير موجبات هزيمته، وقادته غير الهوان؟
لقد أعلن القائد الصماد مشروع بناء الدولة القوية القادرة التي سيعمل عليه قبل، وأثناء، وبعد تحرير الأرض، ونيل الحرية والاستقلال، وهذا هو الذي لأجله قتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وهناك نجح العدوان، لأن إبراهيم كان مشروعاً، وبالقضاء عليه انتهى المشروع، بينما هنا فشل العدوان ذاته، لأنه هنا استهدف شخصاً يحمل المشروع، وهو جزء من المشروع الأكبر (المسيرة القرآنية)، ولذلك لم ولن يستطيع العدوان القضاء على المشروع.
التحية للشعب اليمني العظيم بقيادته العظيمة، وجيشه، ولجانه الشعبية، والقوة الصاروخية المجاهدين العظماء. الرحمة والخلود للشهداء، أكرم من في الأرض، وأنبل بني البشر. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الله أكبر. الموت لأمريكا العدوانية. الموت لإسرائيل كيان (بني صهيون). الموت لأسرة كيان (بني سعود). النصر للإسلام. اللعنة على أنصاف الرجال. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات