غزة واليوم التالي للعدوان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
قرابة التسعة أشهر مرت من جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ، وهي جرائم تبث وتنقل على الهواء مباشرة، يقوم بها ويمارسها كيان الاحتلال الصهيوني وبشراكة أمريكية أوروغربية عموماً، ومعهم أدواتهم من أنظمة الخيانة العربية، بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي جرائم لم يحقق منها الكيان ورعاته وداعموه سوى تعزيز هزيمتهم المنكرة والمدوية التي تمت في يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وخلال ساعتين فقط من ذلك اليوم، والتي مثلت بالفعل نقطة اللا عودة للكيان وبداية زواله الحتمي.
وبعد مرور هذه الفترة كلها التي تؤكد هزيمتهم الأولى بأخرى واستيقنتها أنفسهم، أضحى المعتدون اليوم لا يبحثون عن نصر ميئوس منه على المقاومة الفلسطينية ومحورها الساند، وإنما يبحثون عن اليوم التالي لعدوانهم وجرائمهم التي أسقطتهم وإلى الأبد أخلاقيا وقيميا وإنسانيا وأدخلتهم في عار ولعنة أبدية، ويريدون أن يحددوا ملامح وماهية اليوم التالي ويضعون رؤيتهم واشتراطاتهم على ذلك اليوم من يحكم غزة، وكيف! وهم في ذلك واهمون، فمن لم يستطع معرفة وتحديد اليوم التالي لـ»طوفان الأقصى» لن يكون بمقدوره تقدير ولا تقرير ما سيكون في اليوم التالي لوقف العدوان!!
ومن استطاع أن يرسم شكل ونوع وماهية اليوم التالي لـ»طوفان الأقصى» وقرر ونفذ وانتصر هو من سيحدد ويقرر ويفرض قراره، وهو من سيقرر مستقبل فلسطين والمنطقة كلها، فهو صاحب الحق وصاحب الأرض وصاحب الإرادة والقوة، وغزة لن يحكمها سوى أبنائها المجاهدين الصابرين الثابتين المنتصرين بالله ومعهم محور الجهاد والإسناد وأحرار وشرفاء الأمة، فاليوم التالي يحدده أصحاب الحق والأرض وهم من حددوا مؤمنين بالله متوكلين عليه واثقين بنصره يوم وساعة «طوفان الأقصى»، وبالله هزموا كيان الاحتلال ومن معه ومن لف لفهم.
وأخيرا، فإن يوم السابع من أكتوبر لم يكن يوما عاديا بمقاييس الزمن أو كأي يوم من أيام الدهر على الكيان، بل مر كألف سنة عليه وعلى رعاته وتابعيه، فكان بحق يوما عبوسا قمطريرا عليهم وزلزالا غير مسبوق مركزه في قلب الكيان وآثاره ممتدة إلى رعاته وداعميه، ليترك تأثيراته على ما يسمى «النظام الدولي» بأكمله، فساعتان من الزمن كانتا كافيتين وكفيلتين بإحداث هزيمة ميدانية ونفسية غير منقوصة للكيان ولرعاته وأدواتهم في المنطقة، لم ولن يستطيع الكيان لملمة نفسه بعدها، وغزة في اليوم التالي للعدوان لن تكون إلا فلسطينية مقاومة منتصرة، والمعركة مستمرة ولن تنتهي إلا بزوال الكيان الحتمي وما النصر إلا من عند الله، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات