التماهي مع العدوان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

أن يكذب العدوان الأنجلوصهيوأمريكي بأدواته الأعرابية السعوإماراتية على الشعب اليمني ويختلق الشائعات ويقوم بنشرها فهذا شيء طبيعي وأمر تعودنا عليه منذ بداية العدوان، فنحن نعلم أنه لو كان صادقا لما شن عدوانه بالأساس. كما ندرك جيداً أن من قتل ويقتل مئات الآلاف من أبناء هذا الشعب ظلما وعدوانا بشكل مباشر وبالحصار والتجويع ونشر الأوبئة دونما سبب ولا مبرر لن يتورع عن التضليل والكذب ونشر وترويج الشائعات... الخ، لأن ذلك هو جزء من العدوان.
لكن أن يتماهى البعض ممن يدعون الوطنية والوقوف ضد العدوان مع إعلام العدوان ويقومون بفبركة ونشر وترويج الشائعات أو يقومون بتبريرها، أو أن يذهب البعض لابتداع ونسج الشائعات ليستند عليها العدوان وإعلامه، فهذا ما لا نستطيع فهمه ولا نجد مبررا ولا تفسيرا له سوى أن ذلك خدمة للعدوان ومشاركته في عدوانه على هذا الشعب، وفعل كهذا لا يقوم به إلا منافق وعميل وخائن، وهو فعل أسوأ مما يقوم به العدوان الأجنبي ذاته.
غير أن ما يلفت الانتباه في هذا الشأن هو أن الكثير ممن يقومون بهذا الأفعال محسوبون على المسيرة القرآنية والجبهة الوطنية لمواجهة العدوان، وتأتي أفعالهم تحت يافطة النقد لسياسة "السياسي الأعلى" وحكومة "الإنقاذ"، ومبرر الحرص على الوطن والمواطن. والمصيبة أن بعض هؤلاء مسؤولون في الدولة ويشغلون مراكز قيادية في "السياسي الأعلى" و"الإنقاذ".
إن كل من رحب بالعدوان من العملاء والمرتزقة وذهبوا معه ليشاركونه عدوانه على هذا الشعب، فهؤلاء مواقفهم معروفة منذ اللحظة الأولى للعدوان، وهم الآن يذوقون ما يذوقه العدوان من هزائم منكرة في كل الجبهات. لكن أن نجد في الداخل الوطني من يتماهى مع العدوان ويسوق للأكاذيب والافتراءات التي يروج لها ويستند عليها للاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد أبناء الشعب اليمني فتلك هي الكارثة.
لا نهدف من وراء هذا إلى شق الصف الوطني أو إحداث شرخ فيه، كما قد يتهمنا البعض، بل إننا نصف حقيقة ما يحدث للأسف من قبل بعض المحسوبين على الصف الوطني المواجه للعدوان، وحسبنا في ذلك ما كتبته أيديهم ونطقت به ألسنتهم ورددته قنوات العدوان وأوردته على لسانهم وتشهد عليهم قناة "العبرية الحدث" وغيرها.
إن كثيرا من خلايا العدوان في الداخل تتكشف تباعا، الأمر الذي يزيد من وتيرة انهيار العدوان ومرتزقته، فهل تدرك خلايا العدوان الناعمة التي بدأت تظهر بشكل محموم هذه الأيام أنها سوف تلاقي المصير ذاته، وأنها لن تكون أحسن حالا من سابقاتها.
وليعلموا أن كل من يراهن على أن خيانته لبلده وشعبه وعمالته للعدوان ستكون ذات جدوى وفائدة له وأنه سيكون أنجح ممن سبقوه فهو واهم، فالعملاء والخونة وعلى مر العصور دائما ما تكون نهايتهم مخزية ويقذفون في مزبلة التاريخ طال الزمن أو قصر.

أترك تعليقاً

التعليقات