شرعب تمزق أوراق العدوان
 

د. مهيوب الحسام

لا يوجد عدوان إنساني أو محرر ومنقذ إلا في رؤوس مبرريه من عملائه الخونة لأوطانهم، وشعوبهم، إنها مأساة حقيقية عندما يسوق أولئك السفلة تبريراتهم السخيفة السافلة وإياهم سواء بسواء، للعدوان، والتي تجافي العقل السليم والمنطق، وتحاكي حالة (الحيونة) التي يعيشها هؤلاء الخونة، فهناك عدوان لاإنساني غاية في القذارة، يقوم به (الصهيوأمريكي) عن طريق وكيله كيان (بني سعود) دعي العروبة، والإسلام، وتابعيه من الإخواوهابيين، وهناك عدوان مضاف بمنطق لاإنساني يقوم به تابعوهم بسوء اليساريون (المطاوعة الجدد) من بلاشفة الغفلة أدعياء الأممية، ومن قوميي الرجعية العربية ناصريي الاستعمار لقائط العروبة، والذين غدوا بفضل ريالات الزيت أصحاب فُتيا، وحل وعقد في الجنة، والنار، ينكرون على من يُقتلون الشهادة، ويمنحون من يشاؤون صك البراءة، والغفران، ويمنعون ذلك عمن يشاؤون، ولتجدن هؤلاء اللقطاء أشد حرصاً على تنفيذ مخطط العدوان الاستعماري من العدوان نفسه، ومن قادتهم، وقواديهم الإخواوهابيين، في كثير من الأحيان، ربما لإثبات الولاء أو لنيل الجزاء.
لقد وصل القبح ببعض الأمميين، والقومجيين، من أبناء منطقة أو عزلة معينة، حد رفض التواصل والالتقاء مع أبناء العزلة أو المنطقة المجاورة لها، لا لسبب لديه، إنما تنفيذاً لتوجيهات وتوصيات الغزاة المحتلين الذين يعتدون على أبناء جلدته، وعلى أرضه وعرضه وشرفه الذي تنازل عنه مقابل الريال وبعض الوعود الوهمية.
إنها مأساة تواجهها النخب العميلة الخائنة لوطنها وشعبها، وأصبحت حاملة للمشروع الاستعماري، وتحاول مستميتة نقل كرة نار الحرب إلى منطقة لم تصلها نيران الحرب بعد. وليس أدل على ذلك من محاولة تبريرها للجريمة الخسيسة الغادرة غير المبررة شرعاً وعرفاً، والتي حصلت في عزلة بني سبأ شرعب-تعز، السبت 31/12/2016م، من عملية قتل وحشية يندى لها جبين الإنسانية، في كمين نفذته عصابة إجرامية تابعة لأحد الأحزاب المناصرة للعدوان (حزب الإصلاح)، كما ورد على صفحاتها، لـ3 من أولاد الشيخ عبدالوهاب سعيد فرحان الشرفي: محمد، وصلاح، وعصام، واثنين من مرافقيهم، جميعهم من أبناء عزلة مورخة شرعب، ومع أن العصابة معترفة بذلك، إلا أن محاولة مطاوعة اليسار المرتبط بالعدوان عدم إلصاقها بمنفذيها، وإنكارهم أن تلك الجريمة كانت تستهدف نقل الحرب من الأماكن الملتهبة بتعز إلى شرعب، رغم أن العدوان وعصابة مقاولته لم ينكروا ذلك، إن من خلال وسائل إعلامهم كقنوات (العربية) و(سهيل) و(يمن شباب)، والتي أكدت حصولها، معلنة أنها أول معركة ومواجهة بين المقاولة والحوثيين في شرعب، وصفحات التواصل الاجتماعي للمقاولة أكدت ذلك في نفس اليوم، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل مدى انغماس مطاوعة اليسار في الحرب العدوانية، لدرجة أنهم حاولوا جاهدين منع مشائخ ووجهاء وأعيان قبائل شرعب من اللقاء والاجتماع للتضامن مع أسر الشهداء، والوقوف بحزم ضد منفذي جريمة الاغتيال.
إلا أن شرعب بمشائخها ووجهائها وكافة أبنائها من المديريتين، كانت عند مستوى الحدث، وعلى قدر المسؤولية الوطنية، فتوافدت من كافة عزلها وقراها ومناطقها، وخرج اجتماع أبنائها في عزلة مورخة، الأربعاء 11/1/2017م، بوثيقة تضامن مع أسر الشهداء، متعهدين باستمرار تعزيز الأمن والاستقرار في عزلهم وقراهم من المديريتين، ومعلنين تبرؤهم من الجناة، وتعهدهم بمساعدة الجهات الأمنية المختصة بملاحقة العصابة حتى مثول أفرادها للقصاص. وتعهدوا كذلك بتفويت الفرصة على العدوان من نقل الحرب إلى شرعب، وبمواجهة كل من تسول له نفسه القيام بذلك، وأن من أراد من أبناء شرعب الحرب فليذهب إليها حيث هي، وأن نقلها إلى عزلهم وقراهم أمر غير مسموح به، معلنين وقوفهم ضد العدوان. وقد سميت هذه الوثيقة وثيقة (السلم المجتمعي لأبناء شرعب).
التحية للجيش واللجان الشعبية، الرحمة للشهداء، الحرية للأسرى، الموت والهزيمة للعدوان، تحية خاصة لأبناء شرعب الأبية-تعز، اللعنة على أنصاف الرجال، النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات

Blondy
  • الأربعاء , 25 يـنـاير , 2017 الساعة 8:59:35 AM

Filnlay! This is just what I was looking for.