إيران بعد العدوان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
ربما ظن البعض أن كيان العدو الصهيوني وأمريكا بعدوانهما وجها ضربة قوية قاتلة للجمهورية الإسلامية في إيران؛ وذلك نتيجة لإيمانهم بربوبية أمريكا وقوتها وقدراتها، ولإخفاء كيان العدو الدمار الذي لحق به جراء الرد الإيراني المزلزل على عدوانه، أو لسماع قنوات التضليل الإعلامية، أو لقناعات لديه تكونت من تحريض مشائخ الدين «الإخواوهابي» على الجمهورية الإسلامية بسبب موقفها مع القضية الفلسطينية وضد أمريكا وكيان العدو.
لكن، ورغم كبر حجم الضربة الأولى للعدوان على إيران، فإن الحقيقة التي تدل عليها المؤشرات وتثبتها الشواهد والوقائع هي عكس ذلك تماماً، فالعدوان لم يحقق أهدافه التي أعلنها، لا بالقضاء على النظام ولا البرنامج النووي، بينما حققت إيران هدفها في الدفاع عن نفسها وردع أعدائها.
ولقد ظن كيان العدو، ومعه أمريكا وصهاينة الغرب والعرب، أنه، من أجل القضاء على ما بقي من محور المقاومة بعد سورية ودفن القضية الفلسطينية برمتها، لا بد من العدوان والهجوم على مركز صمود المقاومة (الجمهورية الإسلامية في إيران) بعد عدوانهم الفاشل على اليمن، ودفع بعض أدوات أمريكا أكثر من خمسة تريليونات دولار لاستثمارها في تدمير إيران والقضاء على نظامها، والحصول بعد ذلك على ما يريدون من تدمير البرنامج النووي والصاروخي ومراكز البحث العلمي واغتيال العلماء، كما حدث في سورية، ليكون القضاء على حركات المقاومة بفلسطين ولبنان والعراق وغيرها، وبالتالي إنهاء القضية الفلسطينية.
وبعد أن أعد الأعداء للأمر عدته جيداً لضرب إيران وإسقاط النظام بضربه من الخارج وتحريك خلايا العملاء من الداخل التي جرى إعدادها بالتدريب والتجهيز بالسلاح وبالمال والإعلام والدعم المباشر للقضاء على قيادات الدولة وإحداث الفوضى... إلخ؛ لكن ما حدث بعد الهجوم على إيران، من رد إيراني مزلزل، صدم الأعداء وفاجأ أصدقاء إيران، ويمكن وضع ذلك في ثلاث نقاط قلبت المعادلات وأدت إلى النتائج التي جعلت كيان العدو الصهيوني وأمريكا يصرخان:
أولاً: توحد الشعب الإيراني خلف قيادته ضد العدوان.
ثانياً: حنكة وحكمة القيادة وقدرتها على ملء الفراغات في مراكزها، والتحرك السريع في بدء الرد القوي خلال ساعات، ثم سرعة الوصول لخلايا العملاء وإلقاء القبض على الكثير من أعضائها.
ثالثاً: تسديد الضربات الصاروخية القوية والدقيقة والشديدة التدمير إلى قلب الكيان، وضرب مراكز وأماكن حساسة، وبشكل متدرج ومتطور أرعب كيان العدو ومن خلفه أمريكا، وأدى إلى صراخ الكيان وبدء انهياره واستنجاده بأمريكا، والتي تدخلت بشكل مباشر، لكن الرد عليها جعلها تصرخ بدورها وتنضم إلى كيانها.
لقد خرجت الجمهورية الإسلامية من هذه الحرب العدوانية الصهيوأمريكغربية، ومن لف لفهم، أقوى في قدراتها وقوتها المتمثلة في لحمة شعبها مع قيادتها، والتي شكلت عقداً جديداً بين الشعب والقيادة، وأصلب في مواقفها والدفاع عن حقوقها وحقوق شعبها وأمتها، وعرفت صديقها من عدوها، وجعلت أمريكا ترامب بعدما طلب منها الاستسلام بدون شروط، يرضخ لوقف العدوان بلا شروط، والقادم أعظم، وما النصر إلا من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات