على طريق قادتنا حتى النصر
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
من يظن أن استهداف قادة حركات المقاومة، سواء كانوا سياسيين أو عسكريين ميدانيين، بالقتل والاغتيال يمكن أن يوهن عزيمة المقاومة ويضعف عزيمة المقاومين فهو واهم وجاهل لا يعرف شيئا عن معنى مقاومة المعتدين والمحتلين، وما تعنيه الحرية والسيادة والاستقلال، وهو يجهل كل شيء تقريبا عن معنى الإيمان بالله والجهاد في سبيله والثقة به وبوعده بالنصر، وما يعنيه استشهاد قادة الجهاد للمقاومين المجاهدين في الميدان، وما يتركه استشهادهم في المعركة الميدانية على المدى القصير والمتوسط والبعيد من تأثيرات ملهمة لشعبهم وأمتهم في السير على نهجهم مع إبداع وابتكار الوسائل الموصلة لتحقيق الأهداف التي رسموها وحددتها مسيرتهم الجهادية ومن تعطش للأخذ بثأرهم.
إن كل مجاهد مقاوم يلتحق بساحات الجهاد هو مشروع شهيد، وشهادته في سبيل الله هي حياة حقيقية مع الله وبجواره، وهو شرف عظيم يمنحه الله لخاصة عباده المؤمنين تكريما لهم على تصديهم ومواجهتهم لأعداء الله وأعداء الإنسانية، تعزيزا لاستمرار قيم الخير والعدل بين الناس وإحقاق الحق وحتى لا تفسد الأرض وتهدم صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، وهذا تنفيذ لتوجيهات الله في نهجه وصراطه المستقيم، نصرة لله وابتغاء وجهه وتمثل أوجب موجبات نصر الله لعباده «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز»، وكما قال سيد شهداء المقاومة سلام الله عليه: «إن أقصى ما يمتلكه عدونا هو أن يقتلنا، وإن أقصى ما نتمناه أن نُقتل في سبيل الله».
ومن لم يكن منا مع الله مخلصا له الدين قد لا يدرك كثيراً مما يتركه القرب من الله من آثار على نفس كل من يقاوم الأعداء جهادا في سبيل الله وابتغاء مرضاته، ولذلك فإن المعركة اليوم هي معركة وعي وإيمان وإدراك لعواقب الأمور من الله، ومن يسلم نفسه وعقله لأعدائه ويفتح لهم أذنيه وعقله لا يستطيع مقاومتهم ومواجهتهم، وإن كان يحمل المصحف فوق ظهره ورأسه طوال الوقت، وهو لا يعي من هو ومن هو عدوه، وكيفية مواجهته، وأنه حتى المواجهة ما لم تكن منطلقة من الإيمان بالله والاستعانة به والتوكل عليه فإنها لن تكون ذات ثمرة، ولن تؤتي أكلها ولن تؤدي إلى نصر للمجاهدين وردع لأعداء الله ورسوله والمؤمنين.
وأخيرا، فإن قتل قادتنا في ميادين الجهاد في سبيل الله هو إحياء لهم بجوار الله الناصر، حياة حقيقية كريمة يتمناها كل واحد منا، ودماؤهم في سبيل الله هي إحياء لنا، لما يمثلون لنا من قيمة وقادة قدوة ومثل أعلى يتوجب علينا الوفاء لهم بمواصلة دربهم والفوز بما فازوا وبذل كل ما نملك للوصول إلى ما وصلوا إليه من مكانة عند الله ورسوله وعند الأحرار الشرفاء المؤمنين الأعزاء من عباده.
اللهم انصرنا على أعدائك وأعداء رسولك وأعدائنا أعداء المؤمنين من عبادك وأعداء الإنسانية.
اللهم وفقنا للجهاد وارزقنا الشهادة في سبيلك منتصرين مقبلين غير مدبرين.

أترك تعليقاً

التعليقات