د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
ونحن نستقبل شهر رمضان في العام 1446هـ فلا جناح علينا أن نتساءل أو نسأل أنفسنا: لماذا نحتفي بهذا الشهر من كل عام ونفرح بقدومه ونتهيأ لصيامه وقيامه؟ هل هي عادة اعتدنا عليها كل عام؟ أم أن لهذا الشهر فضائله وميزاته التي ليست لغيره من الشهور، وقد خصه الله بما لم يخص به شهراً سواه؟ وبماذا يختلف هذا الشهر عن بقية الشهور؟
أسئلة كثيرة قد تثار؛ ولكن من رحمة الله بنا أنه أجاب على كل هذه التساؤلات، ولم يدعنا نذهب لافتراضات نضعها مسبقاً من عند أنفسنا لنبني عليها ما نقدره نحن من الإجابات وصولاً لما يمكننا استنتاجه من خلال أجوبتنا على فرضياتنا والتي قد تصدف بعض الأحيان صحتها ويأتي غيرنا لينقضها في أحيان كثيرة.
هنا تتجلى رحمة الله بنا في قطع طريق الأهواء علينا، ومنع اتباع هوى النفس وترجيح وجهة نظر أو نفيها على هوانا، ولذلك لم يتركنا في حيرة من أمرنا، فقد بيّن لنا في كتابه العزيز (القرآن الكريم) الكثير من ميزات وفضائل هذا الشهر، في مواضع كثيرة وآيات عديدة، ولو لم يكُ منها سوى قول الله سبحانه: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...» لكان كافياً لمعرفة أهمية هذا الشهر وفضائله، ناهيك عما ورد وروي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله من فضائل هذا الشهر.
ويكفي أن من عظمة وفضائل هذا الشهر أن الله قد أنزل فيه القرآن الكريم على رسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأن هذا القرآن هو هدى للناس جميعاً وبينات من الهدى والفرقان والذي يفرق لنا بين الحق والباطل، وهذا كافٍ لنا لكي نعرف وندرك ما في هذا الشهر من البركات، لنستقبله ونفرح بقدومه، ونحتفي به، ونعود فيه إلى الله صادقين، ونقرأ القرآن الكريم فيه بدرجة عالية من التفكر والتدبر والوعي والعمل به والاهتداء بهديه وبإيمان وخشوع ومراجعة للذات ومحاسبتها والرجوع إلى الله وطلب الصفح والمغفرة والتوفيق منه لنا في أعمالنا التي ترضيه وفي نيل مغفرته ورحمته وعتقه لنا من النار.
أما وقد ذكر الله وبيّن لنا في كتابه العزيز كثيراً من فضائل هذا الشهر فهذه نعمة كبيرة وفضل من الله علينا، حيث فرض علينا صيامه بقوله تعالى: «فمن شهد منكم الشهر فليصمه»، فلم يدع لنا ما نتذرع به يوم لقائه، وهو القائل سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». وفي هذا الشهر ليلة خير من ألف شهر، هي «ليلة القدر»، فإن أحسنّا أحسنّا لأنفسنا، وإن أسأنا فعليها.
نسأل الله أن يوفقنا لصيامه وقيامه، وأن يتقبل منا، وأن ينصرنا على أعدائنا، وما النصر إلا من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات