موانئ دبي من مستثمر إلى مستعمر
 

د. مهيوب الحسام

إن موانئ دبي العالمية هي المحطة الاستثمارية الأبرز للمستعمر الغربي ضمن أدواته ووجهه الاستعماري الجميل في بؤرة قبحه من قلب منطقة أطماعه بهدف تحويله لمركز دعاية وترويج وجذب ولعب دور تسويقي رائد لاستثمار واعد في الدول المجاورة والمطلة على طرق التجارة العالمية والتي تمتلك موانئ بمواقع ذات أهمية أكبر كثيراً من ميناء جبل علي (دبي) البعيد عن طرق التجارة والذي رغم ذلك فإن دخله السنوي يفوق 300 مليار دولار، فتم إبرازه كمستثمر أول ناجح قام بإبرام العقود والصفقات مع تلك الموانئ الأكثر أهمية والمحتمل أن تنافسه في المستقبل ليس من أجل تنشيطها وإحيائها وإنما تعطيلها وإهانتها وتجييرها لحسابه (من خلال مناقصات ومزايدات صورية وشكلية) بمبالغ زهيدة تدفع للبلد المؤجر، كما حدث لميناء عدن وكذلك موانئ جيبوتي والصومال واللتين ألغتا تلك العقود مؤخراً.
إن موانئ دبي، الداخلة في صميم الحرب الأمريكية على العرب والعالم بوجهيها الناعم والخشن، والتي حالفها الحظ بعض الزمن ونجحت إلى حد ما، على ما يبدو لن يحالفها الحظ كل الزمن بعد انكشاف عورتها وسقوط آخر أوراق توتها ودخول الصين بقوتها الاقتصادية كمنافس عملاق ومن خلال استثمار ميناء غوادر الباكستاني أقوى منافس لدبي، بل والذي سيقضي عليه بغضون 10 سنوات، وهو ما أوجد حالة السعار لدى كيان (عيال زايد) وسيده كيان (بني صهيون) المهدد الأول بالزوال وسيدهما راعي البقر (الأنجلو سكسوني) الأصيل الذي يلعب دوراً مزدوجاً فيدفع بأدواته للهجوم وهو على رأسها ويلعب دور المنقذ عند غرقها من خلال تقديم المبادرات كما في السواحل الغربية لليمن التي تطحن إمبراطورية تلك الموانئ وتبتلع عدوانه.
فمن دفع بموانئ دبي للكشف عن سوأتها والتحول بسرعة قياسية من مستثمر (مستعمر سري ناعم) إلى مستعمر شنيع مكشوف؟! ولمصلحة من؟! وهل تمتلك مؤهلات المستعمر والقدرة على خوض حروب والغزو والاحتلال المباشر لأراضي دول مستقلة بدلاً من اتفاقيات وعقود الاستثمار البراقة؟! هل قامت بهذه الحروب من ليبيا إلى سورية ومحاولتها احتلال اليمن أصالة عن نفسها أم بالوكالة؟! وما هو التهديد الذي كانت تمثله اليمن على إمبراطورية (موانئ دبي)؟ فليس بالمال وحده يتم غزو الدول واحتلالها. إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تغزو كوريا الجنوبية جارتها كوريا الشمالية وتحتلها مدعومة من نفس المستعمر (الأنجلوسكسوني) وهي أقوى وأقدر من دبي؛ أم أن الأدوات الأعرابية غير؟!
ليس صحيحاً أن إلغاء عقد موانئ دبي لاستثمار ميناء عدن هو سبب العدوان، فجيبوتي قامت بإلغاء عقدها مع ميناء دورالي، وتبعتها الصومال بإلغاء العقد مع ميناء بونت لاند، فلماذا لا نرى احتلالاً إماراتياً لهاتين الدولتين؟! إنه الغباء الفاحش لكيانات الخليج يقودها نحو حتفها، فباعتقادي لم تكن امبراطورية موانئ دبي بحاجة إلى الهزائم التي تتكبدها، كما لم تكن أمريكا وبريطانيا بحاجة يوماً إلى القوات العسكرية لإمبراطورية رأس الخيمة وآلتها العسكرية، وإنما هي بحاجة لأموالها لدعم شركات تصنيع السلاح لديها من خلال عقود صفقات وهمية معها بأموال تحتاجها لتطوير أسلحتها لمواجهة روسيا والصين وإيران، ولن تفلح بعدما استطاع السلاح اليمني المصنوع محلياً أن يضرب ذلك السلاح المطور وقواعد إطلاقه بالمخا ومأرب، وغداً سيضربها في دبي، وهو ما لم ولن يدركه كيان (عيال زايد)، ولذلك فإن إمبراطورية الموانئ مؤهلة للسقوط وللزوال أكثر منها للنمو والبقاء، لأسباب ليس فقط على رأسها الغباء وإنما للتالي:
• ليس لديها إمكانيات ومقومات الإمبراطورية، لذلك فهي غير قادرة على الحفاظ على ما تحتله من أرض بواسطة المرتزقة والشركات الأمنية والجنجويد... الخ.
• ليست قادرة على مواجهة الارتدادات التي ستنجم عن فعلها التوسعي ولو بحدها الأدنى.
• إضافة لعجزها عن دفع ثمن التوسع والاحتلال فإن مشغلها أول من سيضحي بها للتخلص من عبء مكلف لأنه ليس في أحسن حالاته حالياً ما بالك مستقبلاً.
• إنها مقبلة على مواجهة العملاق الصيني بموانئه وتجارته، وليست مؤهلة لخوض غمار تلك المواجهة، فقد عجزت ومعها مصر والسعودية والبحرين عن مواجهة قطر فكيف بالصين التي تتهيب أمريكا مواجهتها.
• إذا كانت (إمبراطورية) الإمارات عاجزة عن استعادة جزيرة طنب الكبرى أو حتى الصغرى فكيف تستطيع ابتلاع اليمن التي تتلقى فيها الهزائم كل يوم؟!
• إن الإمارات أكثر الدول مؤهلة للتفكك وليس لديها المعرفة بتاريخ ولا ثقافة حتى المحيط الأعرابي ناهيك عن اليمن أصل العرب، لذلك فهي اليوم تناطح بضعفها، والمناطحة بالضعف هو استجلاب للهزائم، وها هي تخوض معركة هزيمتها التي يفرض عليها سيدها خوضها لآخر رمق لمصلحته هو ودمارها.
التحية والإجلال للشعب اليمني بجيشه المقاتل ضد العدوان ولجانه الشعبية المجاهدة. الرحمة والخلود للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الخزي والعار للخونة والعملاء. الهزيمة للعدوان على اليمن أصيله والوكيل معاً. النصر للشعب اليمني العظيم.


موقع لاء الأخباري / د. مهيوب الحسام

أترك تعليقاً

التعليقات