المبعوث وشدة المماطلة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

الركون إلى منظمة الأمم المتحدة ليس سوى ركون للعدوان نفسه، وهي أداته الرئيسة التي يشرعن بها إجرامه لتحقيق أطماعه، وأمينها العام ما هو إلاّ مجرد موظف فيها ويستلم راتبه وتوجيهاته وتعليماته من صاحبها ومن تعود له ملكيتها، كمبنى وتوجه وعمل ومشروع.
متى كانت الأمم المتحدة ملاذاً للمظلومين والمكلومين والشعوب المستضعفة منذ إنشائها عقب الحرب العالمية الثانية؟! هذه المنظمة ليست سوى أداة تابعة للاستعمار، بل هي عصاه التي يتوكأ بها في كل جرائمه واستهدافاته للشعوب المستضعفة حول العالم وهي جزء من الظلم والقتل والعدوان. 
ماذا فعلت هذه المنظمة للشعب الفلسطيني؟! هل أوقفت العدوان على العراق واحتلاله؟! لقد شرعنت الاحتلال بعد وقوعه، وشرعنت العدوان على ليبيا وعلى كثير من الدول المستقلة في العالم والتي هي من الأعضاء المؤسسة لها. 
لذا فإن هذه المنظمة الاستعمارية ماهي إلا جزء من مشكلة الشعوب المستضعفة، وليست جزءاً من الحل، ومن يعتقد بأن الحل سيأتي منها يغالط نفسه، ومن يسوق لذلك فإنه يسعى لمغالطتنا، بل ويشارك في شن الحرب الناعمة علينا، لأنه إنما يحاول جاهداً أن يستهدف إدراكنا ويزيف وعينا وسيكون بذلك جزءاً من هذا العدوان الظالم علينا وجزءاً لا يتجزأ من الاستهداف والقتل اليومي لنا.
علينا أن لا ننساق وراء مصطلحات العدوان وحرب مصطلحاته العدوانية الناعمة من قبيل: اتفاق إنساني، وعمل إنساني، ومنظمات إنسانية، ومساعدات إنسانية والتي تحمل بظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. إنها جزء أصيل من العدوان وعدوانها علينا وعلى أجيالنا أشد وطأة من العدوان المباشر، فهي تستهدف عقولنا وإدراكنا ووعينا، وهذه المصطلحات الحربية مرفوضة ويجب مواجهتها سواء أتى بها العدوان الأصيل (الصهيوأمريكي) أو أدواته ووكلاؤه من الكيانات الأعرابية أو مرتزقتهم او منظمتهم الأممية، سواءً أتت من جريفيتث المختار الجديد أو سلفه "ولد الشيك"، فهي مرفوضة ويجب مواجهتها لا الرضوخ والاستسلام لها، فالمختار الجديد لا يختلف عن سلفه ولد الشيك إلا بلوني البشرة والشعر، تغير لوني فقط كي نبتاعه ثانية فكيف تنطلي علينا أكاذيب وخداع العدوان وأباطيله ونحن على الحق وأصحابه وثابتون عليه؟! كيف ننجرّ وراء العدوان ومصطلحاته وتسمياته والله يقول لنا: «يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين» (آل عمران، آية 249) فعندما نطيعهم سنسلم كل شيء مقابل لا شيء. يقول تعالى: «ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا» (البقرة، آية 217).
سيقول لي أحد إن ما يحصل هو عمل سياسي أقول له: نعم، عمل سياسي فعلاً، وقرار العدوان قرار سياسي أيضاً، لكن ما يميز هذا العمل أنه تم بلا محددات، لذا فإن تنفيذه لن يكون بدون الاتكاء على إنجازات الميدان ودون قراءة لمشروع العدوان وعدم أخذ مماطلته بعين الاعتبار. وإن تم أي توقيع بحسن نية فيجب أن لا يكون التنفيذ كذلك.

أترك تعليقاً

التعليقات