د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
كل من يتخلف أو يبطئ في نصرة المستضعفين في الأرض الذين يتعرضون للظلم، وهو قادر على ذلك، بالفعل أو بالكلمة، كواجب إنساني، فعليه مراجعة سويته الإنسانية، إن أراد السوية. ومن يقف موقفاً محايداً بين أخيه المظلوم وعدوه الظالم المجرم بحق أخيه فهو شريك في الإجرام بحق أخيه، بل ويبيح نفسه لعدوه ليفعل به غداً ما يفعل بأخيه اليوم. وهذا ما يفعله العرب اليوم بحق إخوتهم الذين يتعرضون لجرائم الإبادة الجماعية غير المسبوقة في التاريخ بالقتل وبالحصار والتجويع في قطاع غزة. ولا عذر لأحد من دول الطوق أو دول جوار فلسطين بالدرجة الأولى، أنظمة وشعوباً. فما يتم بحق إخوتهم في غزة هو وصمة عار سيكتبها التاريخ ضدهم، وسيلعنهم عليها اللاعنون في الدنيا والآخرة.
لا عذر اليوم لأحد من أبناء الشعوب العربية المسلمة في جوار غزة وعموم فلسطين عن نصرة إخوتهم وأهلهم هناك وهم يبادون، وجرائم إبادتهم الفظيعة غير المسبوقة تنقل على الهواء مباشرة عبر القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، ونصرتهم واجب أخوي ديني قيمي أخلاقي إنساني فطري... إلخ. فإذا كانت أنظمة هذه الدول مطبعة ومتواطئة أو شريكة في الإجرام فلا أظن أن الشعوب كذلك، ولهم السؤال: لماذا الصمت وهذا شعب عربي مسلم يباد من قبل أعداء الله ورسوله ودينه وأعدائكم وأعداء الإنسانية كلها؟! لا عذر اليوم لأحد أمام الله ولا أمام التاريخ والأجيال القادمة.
لذا فليعلم كل من يخذل غزة اليوم أنه إنما يخذل نفسه ووطنه وشعبه دينه ورسوله، وهو لم يتبع تعاليم الله وتوجيهاته وهديه، ولهذا لن ينصره الله غداً عندما يأتيه عدوه، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز». ومن يخذل غزة اليوم فإنه ينصر الطاغوت ويتولى الشيطان بدلاً من تولي الله. والنتيجة النهائية في هذه المعركة بين الحق والباطل لن تكون إلا لصالح المؤمنين الصابرين الثابتين المجاهدين في سبيل الله المتولين له ولرسوله والمؤمنين، بينما الخزي والعار لمن يتولى المعتدين المجرمين.
لقد بلغ إجرام كيان العدو الصهيوني وشركائه الأمريكي والغرب الاستعماري عموماً وداعميه من أنظمة عرب وأعراب مبلغاً لم يبلغه أي إجرام في التاريخ، وقد بلغ الذروة التي ما بعدها إلا النكوص والخسارة والهزيمة. وبلغ إيمان وصبر وثبات أبناء فلسطين، وخصوصاً في غزة، وتوكلهم على الله وثقتهم بنصره مبلغاً ليس له جزاء إلا نصر الله؛ يقول سبحانه: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين». والله منجز وعده سبحانه القائل: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين»، وللمؤمنين شرف التحرك والجهاد وشرف النصر وشرف العاقبة في الدنيا والآخرة، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات