جلب عدونا إلى حدودنا مرفوض
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام  / لا ميديا -
إن أي سلطة أو نظام حكم، عربياً كان أو أعرابياً، يريد أن يطبع مع عدو شعبه وشعوب أمته نقول تجاوزاً إن حسابه وأمره متروك لشعبه ما لم يضر بالشعوب الأخرى، أما إذا تجاوز ضرره إلى غيره من شعوب الأمة فإن شعوب الأمة معنية بذلك مباشرة، ولها الحق وجوباً في اتخاذ كل التدابير الكفيلة بمنع ذلك الضرر المحدق بها، وهو حق مكفول لها، بل واجب قيمي وأخلاقي وديني وشرعي وقانوني وجهاد في سبيل الله ودفاع عن النفس؛ لذا ليس من حق أي نظام عربي يدعي الإسلام أن يطبع مع أعداء الله وأعداء شعبه وأمته، وبالذات المجاورة منها.
أما الإتاوات أو الجزية التي يدفعها نظام البقرة الحلوب لترامب كلما تم انتخابه رئيساً لأمريكا فليست استثناء، بل هي جزية مستمرة يدفعها النظام السعودي لأمريكا سنوياً؛ ولكن بصورة غير معلنة، والفرق بين ترامب وسواه من الرؤساء الأمريكيين أن ترامب يعلنها، وهم لا يعلنون. هذا أولاً. وثانياً أن النظام السعودي هو نظام مطبّع مع الكيان الصهيوني منذ النشأة؛ ولكن بشكل سري؛ فالمنشأ واحد، والتخادم بين النظامين أساسي ومستمر؛ ولكن الفرق أن هذا التطبيع بدأ يظهر للعلن أيام ترامب، ومن خلال ما تسمى «اتفاقية ابراهام»، وتبادل الزيارات العلنية للوفود بين الكيانين أقصد كيان أسرة «بني سعود» الحاكمة قسراً لأبناء نجد والحجاز.
لكن هذا الشيك المفتوح بتريليونات الدولارات المقدم من بن سلمان الحلوب لترامب في بداية رئاسته الثانية، إذا كان ثمنه المنتظر هو جمع الأخوة بين «بني سعود» و«بني إسرائيل» وإعلانها من خلال ما يسمى «اتفاقية ابراهام» التطبيعية، فهذا سيكون بمثابة الإعلان أن اليهود إخوة وعداءهم لكل شعوب الأمة، فإن أمر أسرة بني سعود متروك للإخوة أبناء نجد والجحاز، وما يهمنا كشعب يمني هو عدم نقل كيان العدو الصهيوني، عدونا وعدو الأمة، إلى حدودنا وأراضينا ومقدساتنا، والعمل على جلب عدونا الصهيوني المحتل لفلسطين وأراضي ومقدسات العرب والأمة إلى حدودنا هو أمر غير مقبول جملة وتفصيلا.
أخيراً: ليس من حق أيٍّ كان أن يجلب الكيان الصهيوني والإتيان به إلى حدودنا وأراضينا ومقدساتنا، إلى مياهنا، إلى برنا، إلى بحرنا، إلى أجوائنا، كشعب يمني حر مستقل سيد على أرضه وسيد قراره. ولذا نقول لنظام البقرة الحلوب السعودي إنه قد يكون من حقه دفع الجزية لترامب كما يشاء، إن قبل شعب نجد والجاز ذلك، أما التطبيع مع أعداء الشعب اليمني وجلبهم إلى حدوده أو أراضيه ومقدساته فهو أمر غير مقبول، وأمر مرفوض جملة وتفصيلا، هو بمثابة إعلان حرب عدوانية على الشعب اليمني وله الحق في الرد دفاعا عن النفس.
وقد فوض الشعب اليمني قيادته الثورية الحكيمة اتخاذ القرار المناسب، والشعب جاهز للتنفيذ، ومع الله وفي سبيله سيواجه أعداء الله ورسوله وأعداءه... ولله عاقبة الأمور والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات