د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

ليست دولة بمعيار الدول ولا قطراً منتمياً لأمة ولا مجتمعاً مؤهلاً ولا شعباً حاضراً بسلطة ونظام حكم، تكاد تكون صفرية بحساب الزمن، فلا عراقة ولا تاريخ ولا حضارة ولا انتماء ولا إبداع ولا علم ولا وعي ولا إدراك، وهي عبارة عن مجموعة من القرى سموها مجازاً إمارات، وليس بالإمارات، وكل إمارة خيمة، بل إن بعضها رأس خيمة فقط، وكلمة إمارات لا تعني سوى علامات وبالأمريكي هم يهتدون. والدليل أنها ليست دولة بل (أداة استعمار) عدم قدرتها على العيش بسلام ضمن علاقة طبيعية بمحيطها ومن حولها، وبسلوكها غير السوي تروم التحول إلى إمبراطورية استعمارية مهيمنة مستندة في ذلك على دخل نفط ودخل إمبراطورية ميناء جبل علي الآيل للسقوط بفعل ميناء غوادر الصيني الباكستاني على الضفة الأخرى الأقرب لبحر العرب وخط التجارة أولاً، ثم دخولها بحرب ليست حربها ثانياً.
فقد غرر بها سيدها (الصهيوأنجلوسكسوني) وأدخلها بحرب هي أعجز من أن تتحمل كلفتها ودفع ثمنها يعني نهايتها، تحارب بأمر سيدها وبسلاحه ولأهدافه، وهي أداة تنفيذية رخيصة ليس لها سيادة ولا قرار ولا مصلحة ولا ناقة لها في الحرب ولا جمل، وكل ما تظنه نقاط قوتها (نفط ومال) هي بالتأكيد نقاط ضعفها الحقيقية، وإن ما تدفعه لترامب الحلاب سينهي حليبها لتذبح في نهاية المطاف، وهو قريب، ولذا فإن كل من يراهن في الحرب على نقاط ضعفه، راجياً بها النصر، لن يحصد منها إلاّ الهزيمة الناجزة والندم، هذا حال ما تسمى إمارات، والتي تلعب مأمورة لعبة الحرب بأوراق الهزيمة الحتمية، ملقية بكل ما بجعبتها من أوراق هزيمتها كي تحصد النصر، ومنها: 
• اعتمادها على ترامب كقوة عظمى في الحلابة والذبح، وتشن عدواناً على شعب يمني عمره عمر الأرض.
• تعتمد على خبرة حربية في سباق النوق.
• تلعب بالحرب مستندة لحضارة حاويات ميناء جبل علي وتاريخ مغروس منذ عام 1972م و(سليط) أبوظبي.
• تخوض الحرب معتمدة على سقوط أخلاقي وقيمي قل نظيره يظهر في سجونها السرية وممارسات لم يسجل التاريخ أبشع منها.
• ضخت بحرب عدوانها من الإرهاب والإجرام ما يفوق رصيد القاعدة وداعش ومشتقاتهما، وليس آخرها جريمة سوق السمك ومستشفى الثورة بالحديدة.
• تستمر في حربها برصيد غير مسبوق من اختطاف النساء من الشوارع والطرقات والمنازل والأطفال في كل المناطق المحررة بالاحتلال. 
• تلعب في حرب عدوانها بورقة قصف واستهداف كل مناحي الحياة، وحصار قاتل يمنع الغذاء والماء والدواء.
• تستمر بحرب عدوانها مراهنة بورقة قدرتها على إدخال العالم أو بالحد الأدنى (الأنجلوسكسوني) الأصيل بالحرب على اليمن بشكل مباشر رغم مشاركته وكيان (بني صهيون) فيها من أول لحظة، إضافة إلى فرنسا تارة بإعلان وتارة أخرى دون إعلان.
• تراهن في استمرار حرب عدوانها على ورقة تماسك وقوة اتحاد إماراتها، وكذلك قدرة طلاب وطالبات الثانوية العامة لديها على حرق اليمن.
• تراهن بعدوانها بورقة بعدها عن تأثير ارتدادات هذه الحرب كلياً عليها، وكذلك ورقة تطور قدرات اليمن المواجه للعدوان في الرد والردع بأن تصل يوماً ما لإعفائها من الاستمرار بالحرب، وهذا صحيح، وورقة هزيمة رابحة.
إن ما يقوم به العدوان وبمقدمته الإمارات ضرب من الجنون، سئل مجنون يرمي جبلاً بالحجارة طوال اليوم، ماذا تفعل؟ قال أريد القضاء على هذا الجبل وتدميره، والذي يغطي على ما خلفه. قالوا له وهل يمكن لك ذلك؟ قال لا، قالوا له ولماذا أنت مستمر في رميه بالحجارة منذ ما يقارب العامين؟ قال لهم لو لم أفعل هذا ما صدقني أحد منكم بأنني مجنون. 
وهذا هو اليمن يا مجانين، وإن نزف دماً من أية بقعة في جسمه لرميه بحجر، فإنه لن يموت، حتى وإن تم احتلال حضرموت أو لحج أو تعز أوعدن أو سواها، فإن هذه المحافظات ستبقى يمنية ولن يستطيع أحد إنكار يمنيتها، وغداً سيتم تحريرها طال الزمن أو قصر. أما إن خرجت رأس الخيمة أو سواها من اتحاد الإمارات فإنها لن تبقى إماراتية مطلقاً وستعود لأصلها.
التحية للشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه الشعبية وقيادته التاريخية. التحية لروح الرئيس الشهيد صالح الصماد الحاضرة كل انتصار. الرحمة والخلود للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات