قمة ترفيه الرياض الثانية!!
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
تعودنا من نظام أسرة بني سعود على العمل الدائم والتحرك السريع والدعوة إلى اللقاءات بين قادة العرب عندما يكون كيان العدو «الإسرائيلي» في مأزق أو عندما تكون هناك حاجة ملحة إلى تبني مبادرات عربية تخدم هذا الكيان، من قبيل «السلام الصهيوني» أو التطبيع معه.
ففيما كانت قوات الكيان تجتاح مناطق «سلطة أوسلو» وتقتل الشعب الفلسطيني وتحاصر عرفات في مقره في رام الله، دعا نظام أسرة بني سعود لقمة عربية في بيروت لتبني مبادرتها للسلام مع الكيان الذي رفضت حكومته المبادرة، ومنذ قمة الخرطوم 1967 وقمة بيروت 2002 كان للسعودية عدة مبادرات للسلام مع الكيان جميعها تؤيد تسليم فلسطين لليهود.
أن يقوم نظام الترفيه السعودي بالدعوة إلى قمة عربية إسلامية ثانية بعد عام من القمة الأولى في ذات اليوم والتاريخ وتخرج ببيان مساوٍ لسابقتها أو دونه يخفف ويميع ما يحدث من جرائم إبادة جماعية على مدى عام ونيف بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ثم لبنان، فهي قمة تحاول أن تُسقط عن الأنظمة العربية والإسلامية واجبها الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث غابت عنها حتى مجرد إدانة واضحة لجرائم القتل والإبادة أو اتخاذ قرار بفك الحصار العربي على أبناء الشعب الفلسطيني أولاً قبل أن تطالب الكيان بفك حصاره عنهم، وفتح المعابر وأولها معبر رفح لإغاثة أبناء غزة وكذا معابر الأردن، لتكون قمة ترفيه عبثية تساهم في مزيد من القتل وجرائم الإبادة.
وفي زمن لم تعد ما تسمى بالقمم العربية والإسلامية تثير اهتمام أحد من الشرفاء الأحرار من أبناء الأمة؛ لدورها المشبوه في خدمة أعدائهم، حتى بات ينظر إليها بازدراء واشمئزاز.
ورغم أن هذه القمة لا جديد في مضمونها بعد عام من قمة مماثلة، وعقدت في المكان نفسه؛ غير أن القمة الأخيرة تميزت بالآتي:
أولاً: القمة السابقة كانت تهدف لإدانة المقاومة وإعطاء مهلة لكيان العدو للقضاء عليها مع دعم كامل ومشاركة البعض في ذلك، بينما هذه القمة هي لمحاولة إنقاذ الكيان من الضربات القوية التي يتلقاها الكيان وأمريكا في الميدان.
ثانياً: في هذه القمة تطور جديد في وصف جرائم الإبادة الجماعية بـ«الحرب العبثية» على لسان أمين «الجامعة العبرية» مع التحفظ عن ذكر اسمه، كما تميزت بتغيير ديكور قاعة اجتماع القمة، وتأتي بعد ردين من إيران على الكيان بعمليتي «الوعد الصادق 1» و«الوعد الصادق 2»، وبانتظار الرد الثالث.
ثالثاً وأخيرا: تأتي هذه القمة مع تعاظم هزيمة الصهيوأمريكي في غزة وهزيمته في جنوب لبنان وهزيمة ثالثة مدوية في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا للبحر المتوسط، وإخراج مدينة وميناء أم الرشراش عن الجهوزية بفضل الله والضربات المسددة من الشعب اليمني العظيم متوجة بإلحاق حاملة الطائرات الأمريكية «ابرهام لينكولن» بأختها «آيزنهاور»، ولا ننسى ضربات المقاومة في العراق، وهذه الانتصارات تصب في بوتقة النصر الكبير القادم، والرهان بعد الله على الشعوب، وما النصر إلا من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات