نصر الله حيا على طريق القدس
 

د. مهيوب الحسام

 د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
 القادة العظماء هم وحدهم لا يتخلون عن واجبهم الديني الأخوي والقيمي والأخلاقي والإنساني في نصرة المظلومين المستضعفين وإن تخلى العالم كله، ولا يسكتون على ظلم ولا يقبلون ضيماً، وإن هددهم الناس وخوّفهم الأعداء أو تخلى عنهم حلفاء وتربص بهم ذوو قربى وخاصمهم شركاء، فإنهم يبقون ما بقي الليل والنهار ثابتين على المبدأ مواجهين للأعداء، صابرين محتسبين أشداء على أعدائهم وأعداء شعوبهم وأمتهم، رحماء فيما بينهم، حتى على العملاء من بني وطنهم، بل ويردون على سيئاتهم بالحسنات؛ لأن بوصلتهم لا تنحرف عن العدو الحقيقي.
وشهيد الإسلام والإنسانية على طريق القدس، القائد العظيم سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله سلام الله عليه ورضوانه، كان ولا يزال وسيبقى من هؤلاء وفي مقدمتهم.
هذا الرجل العظيم جاء من أعماق زمن هزائم الأمة ليعلمها ويعلم أبناءها العزة والكرامة وما يمكن أن يصنعه الرجال المؤمنون المجاهدون من انتصارات إعجازية وما يلحقونه من تنكيل وهزائم بأعدائهم وأعداء شعوبهم وأمتهم، وإن كانوا قلة فهم صناع النصر وقادته وملهمون لمن يليهم. وقائد المقاومة سماحة السيد الشهيد حسن رضوان الله عليه كان نموذجاً في هذا، كيف لا وهو الذي أخرج لبنان من الهزائم إلى الانتصارات، وهو صاحب المقولة الشهيرة: «ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات»، وهو من ألحق بعدو شعبه وأمته (كيان العدو الصهيوني) الهزائم المذلة وقبله الصهيوأمريكي والغربي بعيد 1982، وعلمنا كيف ننتزع حقوقنا ولا نتسولها من أعداء الله وأعدائنا؟!
قد يكون رحيل هذا القائد العظيم خسارة كبيرة وأمراً مؤلماً لنا جميعاً ونكبة للأمة كلها، لأن من أعظم نكبات الأمة أن تخسر عظماءها وقادتها العظماء؛ ولكن عزاءنا أن هذا القائد العظيم قد ترك خلفه إرثاً عظيماً ملهماً من نهجه ومسيرته الجهادية وعشرات الآلاف من الرجال المؤمنين المجاهدين الجديرين بحمل رايته ونهجه ودمه وهدفه ومواصلة مسيرته الجهادية، وهم مستمرون دون كلل ولا ملل في الإعداد لكيان العدو الصهيوني ومن معه ما يستطيعون من قوة ورباط لمواصلة الدرب وإكمال الطريق الذي انتهجه هذا القائد العظيم وتحقيق الهدف الذي استشهد لأجله وهو تحرير القدس والأقصى وكل فلسطين من اليهود الصهاينة المحتلين المجرمين وزوال كيان العدو «الإسرائيلي».
نعم، إن ترجل عظيم الأمة وشهيد الإسلام والإنسانية في هذا الوقت الاستثنائي يمثل خسارة عظيمة للأمة كلها؛ لكنها حكمة الله ولا نقول إلا ما قاله شهيدنا وقائدنا العظيم: «لا يجوز ونحن على مشارف انتصار عظيم أن ننهزم أو ننكسر لارتقاء قائد عظيم من قادتنا، بل يجب أن نحمل دمه ورايته ونهجه ومشروعه وأهدافه ونتحرك إلى الأمام بكل ثبات وعزم لتحقيقها»، كيف لا ونحن نؤمن بالله وبوعده بالنصر، وإن النصر قادم وبعون الله سيكون هذا النصر عظيماً بقدر عظمة هذه التضحيات العظيمة، وسيبقى القائد نصر الله حياً عند الله وباقياً فينا وفي أبناء أمته وكيان العدو إلى زوال وعد الله ولن يخلف الله وعده.

أترك تعليقاً

التعليقات