مجلس مشبوه
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام -

من حيث المبدأ نحن مع أي فكرة أو مسمى يجمع أبناء تعز ضمن الثوابت الوطنية ومواجهة العدوان الصهيوأمريكي على تعز واليمن كلها. ولكن على ما يبدو أن ما يرسمه ويعده العدوان الآن لتعز من مخطط تدميري يفوق بكثير ما عمله بها منذ 4 سنوات خلت، وللأسف يريد تنفيذه على يد ثلة من أبنائها، وهي كتلة ما يسمى بوجهاء ومشائخ تعز. وللعلم فإن مصطلح "وجهاء ومشائخ تعز" تمثله نخبتان: النخبة السياسية من قيادات حزبية ومسؤولين حكوميين (كبار الموظفين)، والنخبة الاقتصادية أصحاب رأس المال أو التجار، وكلتاهما لا تمثل أكثر من 3% من أبناء تعز، ويبقى 97% من المستضعفين الفقراء من أبناء تعز، والذي لا وجود لهم في حسابات هاتين النخبتين فالنخبة الأولى تعتبرهم رعية وكتلة انتخابية فقط، والنخبة الثانية تعتبرهم عمالاً لديها وموظفين في أحسن الأحوال. تتفق النخبتان فيما بينهما من خلال الالتقاء المصلحي لهما والنفعي بينهما على حساب مصلحة أبناء تعز الذين لا وجود لهم ولمصالحهم في حسابات هذه الكتلة، وقد حاول ابناء تعز الخروج من وصايتها منذ ستينيات القرن الماضي، فكانت سلطة الوصاية حائلاً بينهم وبين ذلك. وبالرغم من خروج معظم هذه الكتلة مع العدوان فإنها لا تزال ترى أنها الوصية على تعز وأبنائها، وليس المعبر الوطني عنها وإنما امتطاء تعز لتحقيق مصلحتها، وهي تريد نقل تعز إلى ضفة العدوان. هذا ما تعمل عليه وهذا ما أدركه أبناء تعز الوطنيون الثوار الأحرار الشرفاء، وهم يقفون اليوم ضدها وضد مشروعها ويدفعون دماءهم وأرواحهم وما يملكون دفاعاً عن تعز وكل اليمن. 
إن مجلساً أعدت مبادئه وأهدافه وبنود اختصاصاته ومهامه في الكواليس بعيداً عن أبناء تعز وبعيداً عن أبناء الشعب اليمني هو مجلس مشبوه، ومن خلال بنوده التي أوردها فهو مجلس صهيوأمريكي بريطاني بحلة إماراتية، وهو جزء من العدوان على تعز وأبنائها واليمن كلها.
فهو يعتبر العدوان أحد أسباب ما حل بتعز واليمن، ما يعني أن لديه أسباباً أخرى لا نعرفها. كما أنه لم يحدد موقفه من غزو واحتلال ميناء المخا وباب المندب، ولا موقفه من الجماعات الإرهابية في تعز، ولم يحدد موقفه من سيادة واستقلال اليمن.
إن هذا المشروع البريطاني بنسخته الجديدة وحلته الإماراتية مرفوض تماماً من أبناء تعز وأبناء الشعب اليمني، ولن يقبلوا به مهما كانت المسوغات والمبررات.

أترك تعليقاً

التعليقات