الأمل معقود بمحور المقاومة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

أكثر من نصف قرن على محاولات الكيانات الأعرابية المتصهينة بقيادة كيان "بني سعود" إنفاذ مشروع الكيان الصهيوني لشد أطراف الأمة وبترها، وذلك من خلال إذكاء الفتن المناطقية والمذهبية والطائفية والعرقية في شعوب الأمة، والبحث عن صنائعها من الأقليات وتشجيعها على إقامة كياناتها ودعمها في المؤسسات والمحافل الدولية من أجل فصلها عن شعوبها وتاريخها وهويتها تحت شعار حرية وتحرير وغيرها من المصطلحات الجاذبة التي باسمها يتم التقسيم والتفتيت والتجزئة والاستعمار واستباحة الأرض والعرض ونهب الخيرات ومصادرة الحرية والسيادة وسلب القرار... الخ.
إن كيان "بني سعود" كان ولا يزال الأكثر حرصا على تنفيذ هذا المشروع من الكيان الصهيوني نفسه، مسخرا لذلك المال والنفط والثروات وفتاوى التكفير وخطابات التضليل في منابر المساجد ومناهج المدارس والمعاهد والجامعات. إلا أن هذا المشروع في طريقه للتحول من شد الأطراف إلى شد بني سعود نحو السقوط ورحيل بني صهيون.
إن هذا المشروع ضمن مشاريع كثيرة للمستعمر، كان بعضها قد نجح وبعضها على وشك النجاح لولا صحوة شعوب الأمة الحرة، ممثلة بمحور المقاومة، وعلى رأسها الشعب اليمني، وتحركاتها بفعل قيادات وطنية واعية تحمل مشروعا تحرريا، استطاعت أن تحوله من شد الأطراف وبترها إلى شد الرحيل للكيان الصهيوني من أرض فلسطين وخروج أصيلهم الأمريكي من المنطقة كلها، بفضل صمود وصبر وثبات محور المقاومة، ومنه شعبنا اليمني العظيم وقيادته العظيمة الاستثنائية التي تقف بعزة وشموخ في مواجهة العدوان الأنجلوسعو صهيوأمريكي.
الانتصارات عظيمة وإعجازية تلك التي حققها شعبنا اليمني ولا يزال على مدى خمس سنوات من العدوان، وليس آخرها عمليتا "نصر من الله" و"البنيان المرصوص" وما سيليهما من انتصارات كفيلة بتحطيم كل مشاريع الاستعمار العدوانية على مستوى الداخل اليمني من تقسيم وتفتيت وتجزئة، وأولها مشروع الأقلمة، هدف العدوان الأول، والذي بسقوطه سقطت كل مشاريع المستعمر التي تستهدف الأمة، بدءا من مشروع الشرق الأوسط الكبير ووصولا إلى "صفقة القرن".
تعرضت الأمة على مدى العقود الماضية للعبث والاستعمار والتقسيم بفعل الأنظمة الخانعة والعميلة التي عمدت إلى تغييب أصل الأمة ودورها الحضاري والتاريخي. ولكن الأمل معقود بمحور المقاومة وحضوره الفاعل في المعركة المصيرية ضد القوى الاستعمارية وأدواتها الإقليمية، وما يحققه راهناً من انتصارات على أكثر من جبهة كفيل بأن يعيد للأمة دورها الحضاري ووهجها التاريخي.
فكل انتصار يحققه الشعب اليمني في إطار هذه المعركة الكلية يشد أطراف الأمة إلى أصلها لتقوى به وتستعصي على البتر وتزداد قوة وبأسا لتشاركه في تحرير الأمة من المستعمر، الذي لم يعد أمامه سوى الرحيل والخروج المذل.
وبعون الله وقوة هذا الشعب المؤمن العظيم سيتم بتر قدم المستعمر الغازي من اليمن والمنطقة بأكملها.

أترك تعليقاً

التعليقات