جمهوريو قصر اليمامة
 

د. مهيوب الحسام

ثورة 21 سبتمبر 2014م هي انقلاب على الجمهورية والنظام الجمهوري، وعلى ثورة 26 سبتمبر 1962م، وأهدافها (المغيبة)؛ يقول العائدون للجمهورية 1968م، من قصر اليمامة العائدين إليه عقب 2014م، من الإخوان ويسار الهوان، وعلوج أمراء العدوان.
وإذا كانت الخيانة جريمة عظمى، وقبحاً، وعاراً، فإن الأقبح من الخيانة تبريرها، ومحاولة تبرير الخيانة خيانة إضافية. لذا فإن من يحرص على الجمهورية، وبقائها، لا يذهب لعدوها التاريخي لاستجداء العدوان ضدها، والتحالف معه للقضاء عليها، ومن كان حريصاً على ثورة 26 سبتمبر 1962م، فإنه بالتأكيد حريص على تحقيق أهدافها، وبالتالي فهو أشد حرصاً على ثورة 14 أكتوبر 1963م، وأكثر احتفاء بها، لأنها أخت، بل وليدة سبتمبر التي أخذت على عاتقها، والشعب اليمني كله، طرد الاستعمار (الصهيوأنجلوسكسوني) من جنوب الوطن، وكذلك سيكون أكثر سعادة وأشد حرصاً على ثورة 21 أيلول، لأنها تمثل امتداداً لثورتي 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، والتي قامت لاستعادة السيادة الوطنية، والتخلص من الوصاية والارتهان، وتحرير القرار الوطني من الارتهان للمستعمر (الأنجلوسكسوني)، وأداته التنفيذية أسرة كيان (بني سعود)، وهي ثورة تواجه العدوان الاستعماري السابق اللاحق نفسه منذ ما يقارب 3 أعوام، والذي يستهدف الشعب والجمهورية معاً. 
إن من يحرص على الجمهورية لابد أن يكون حاضراً بين أبناء الشعب، مدافعاً عنها وعن وطنه وشعبه وأرضه وعرضه، وإن من أراد الجمهورية فإنها موجودة حصراً في اليمن، ولا يمكن البحث عنها في قصر اليمامة أو عواصم العدوان ومجلس التعاون الخليجي.
هذا لمن أراد البحث بـ(حسن نية). أما من ذهب إلى الرياض من (العائدين) بموجب مؤتمر حرض 1968م، الملكيين ممن حاربوا الجمهورية سابقاً، وطلبوا العدوان على اليمن، واشتركوا معه في قتل الشعب اليمني، ولا يزالون، فهؤلاء خونة لوطنهم وشعبهم، وعملاء للاستعمار ومرتزقته، وأحذية للغزاة والمحتلين لا فرق بين عبدربه وأعضاء حكومته أو جماعة الإخوان وبقية المشترك، وبين الجنجويد أو بلاك ووتر، فجميعهم ينتمون للعدوان على الشعب اليمني، ولا ينتمون لهذا للشعب، ولو كانوا ينتمون إليه ما قتلوه، وعليه فلا يحق لهم أن يتكلموا عن اليمن، ولا عن الجمهورية ولا الثورة.
إن الحريصين على ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والجمهورية، هم من ضحوا بأرواحهم لأجلها، وعاشوا مدافعين عنها، وما غيروا وما بدلوا تبديلاً، ولايزالون يدافعون عن الثورة والجمهورية والشعب اليمني في كل جبهات المواجهة مع العدوان (السعوصهيوأمريكي)، ويروون بدمائهم أرض الثورة، ويسطرون أعظم البطولات، ويحققون الانتصارات تلو الانتصارات، وماضون في تحقيق أهداف الثورات اليمنية كلها، وليس جمهوريو قصر اليمامة الذين ذهبوا مع العدوان، وخانوا الله، وخانوا أماناتهم وشعبهم وأمتهم، ويدعون حرصاً على الجمهورية، وعليه فمن كان راضياً عن الجمهورية، لماذا يذهب إلى الرياض ويتحالف مع العدوان لضربها، فالجمهورية ليست مكرمة من الملك أو بطاقة تابعية لبني سعود أو جواز سفر أو مرور تمنحه المملكة، بل الجمهورية هي نظام حكم للشعوب على أساس العدل والمساواة بين الناس، والبطاقة الشخصية فيها رمز لهوية، وليست تابعية لملك أو أمير أو حاجب. وعليه فمن كانت وجهته العدوان والاستعمار، فهو لديه وتابع لنظامه، ومن كانت وجهته بلده، فهو فيه يدافع عنه ويصمد، وينتصر، ولديه قضية عادلة وشعب عظيم ينتمي إليه، ولن يهزم لأنه على الحق، والحق لا يضعف صاحبه، بل يقويه وينصره.
عجباً كيف يحن للجمهورية - حسب زعمه - من هو قابع يتآمر عليها ويضربها من الرياض، فإذا كان لا يعلم أن الجمهورية ليست في الرياض، فهذه مصيبة حلت به نتيجة تبعية عمياء للمستعمر وأدواته (عميل غبي)، وإذا كان يعلم فهذه ليست مصيبة، بل كارثة، وكلاهما شريك للعدوان، وجزء أصيل منه، وينتمي إليه، ولم ينتمِ يوماً لثورة، ولا جمهورية، ولم يك يوماً جزءاً منها، ولذلك لايحق له الحديث عن الجمهورية والثورة، وبإمكانه أن يتحدث عن العدوان كيفما يشاء، وعن خيانته لشعبه ووطنه وأرضه وعرضه كما يريد، وأن يدون ذلك في مجلدات، فهو في هذه الحالة يتحدث عن نفسه وتاريخه، وهو من نذر نفسه للدفاع عن جمهورية قصر اليمامة في الرياض، فهنيئاً له جمهوريته تلك، وليمت دونها، أما جمهورية اليمنيين فهي محرمة عليه كما حرمها هو على نفسه.
التحية والإعزاز والإجلال والإكبار لرجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية المرابطين على الثغور في جيزان ونجران وعسير، وفي كل جبهات مواجهة العدوان، دفاعاً عن الثورة والجمهورية والشعب.. الرحمة والخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الهزيمة والموت للعدوان (السعوصهيوأمريكي).. الخزي والعار للخونة والعملاء.. اللعنة على أنصاف الرجال.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات