21 أيلول.. ثورة ومشروع إنقاذ
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لم تكن ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر 2014 تهدف لتغيير نظام سلطة حكم فحسب، بل كانت ثورة إنقاذ لشعب عظيم تواق للحرية والسيادة والاستقلال أورده نظام الوصاية الحاكم وسلطته نفقاً مظلماً ممتداً دونما نهاية أو أفق. الأسوأ من ذلك أن تلك السلطة الوصائية قد قبلت على نفسها أن تعمل على تحويل هذا البلد بشعبه العزيز إلى حديقة خلفية للمهلكة قرن الشيطان. وبما أنها سلطة مجردة من كل القيم والأخلاق لم تكتفِ بذلك، بل عمدت بعدما رهنت حرية الشعب وسيادته واستقلاله لتسليم ثرواته للأنجلوصهيوأمريكي والغرب عموما وأدواته التنفيذية في المنطقة، واشتركت معهم في العدوان على أبناء الشعب اليمني وقتلهم باعتبارهم «إرهابيين» في العدوان المباشر 2015.
وبعدما قامت سلطة النظام الوصائي بجلب الأنجلوصهيوأمريكي بقواته وعدته وعديده إلى اليمن لاحتلاله بذريعة «محاربة الإرهاب» الذي صنعته أمريكا بالتعاون معها، لم تكتفِ بتسليم الأمريكي السيادة والاستقلال، بل سلمته أسلحة الدفاع الجوي اليمنية لتدميرها، وذلك لتجريد الشعب اليمني من كل مكامن ومقومات القوة التي يمكن أن يدافع بها عن نفسه يوما من الأيام مقابل بقاء هذه السلطة ورئيسها في الحكم، ناهيك عن التوريث وصولا إلى إعلان الحرب وقتل كل من يقول «لا لأمريكا وللمشروع الصهيوأمريكي» في المنطقة، وفي اليمن خصوصا، وملاحقة وقتل كل من يرفض المشروع الأمريكي والقضاء عليه وقتل كل من تريد أمريكا قتله.
وبعد دهر من استمرار سلطة الوصاية في إشعال الفتن في أوساط الشعب وشنها الحروب المستمرة والمتلاحقة على أبناء الشعب اليمني في كثير من المناطق والمحافظات وبحجج مختلفة واهية، خدمة للصهيوأمريكي ومشاريعه وبأوامر سعوصهيوأمريكية، فأتت ثورة الـ21 من أيلول 2014 الشعبية السلمية بعد أن تمكنت سلطة الوصاية بعسكرها وأحزابها من الالتفاف على ثورة الشعب في الـ11 من شباط/ فبراير 2011، ومصادرتها وإلغائها وتثبيت الوصاية وبعقد معلن بينها وبين الأوصياء وقوى الاستعمار والاستكبار والاستعباد وبموافقة وجهي سلطة الوصاية من قيادة عسكرية وحزبية معا.
لذا فإن ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر 2014 لم تأتِ بأوامر أو توجيهات خارجية، بل جاءت من رحم معاناة هذا الشعب من جور إجرام سلطة الوصاية الخارجية، وقدمت رؤية ومنهجاً وقيادة ثورية لتلبي حاجة الشعب الملحة بالقضاء على الوصاية والارتهان للأجنبي، والعمل على تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال وبناء الوعي والقوة، فكانت ثورة شعبية سلمية بيضاء.
كما أنها ثورة غير ثأرية، بل حملت مشروعاً قيمياً أخلاقياً إنسانياً قرآنياً إنقاذياً للشعب، ثورة حق وعدل وإنصاف وإخاء ومحبة.
وفي الأخير، نوجه التحية والإعزاز للقيادة الثورية التي بالله أحسنت البدايات، وها هي بالله تمضي بشعبها في صناعة قوة هذا الشعب العظيم وإعادة مجده وعزته وكرامته وإعلاء شأنه ومكانته بين الأمم. والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات