جديرون بالنصر
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

لسنا مجبرين على إيجاد مخارج للعدوان من مآزقه، وإنقاذه من هزيمته وهو الذي يعتدي علينا ويقتلنا للعام الخامس خصوصاً وأننا بفضل الله بتنا أقوى مما كنا عليه بداية عدوانه وبات أضعف مما كان عليه. ولكن مبادرتنا للسلام تدل على أننا -ونحن المعتدى علينا- نمتلك قيما وأخلاقاً ونقيم عليه الحجة أمام الله وأمام العالم كله فإن استمر بعدوانه واضطررنا للرد عليه فإننا غير ملومين، ومبادرتنا ليست من ضعف بل من موقع قوة، لأن الشعب اليمني العظيم الثائر المجاهد المواجه للعدوان وبرغم ما يتعرض له من القصف والتدمير والقتل والحصار والتجويع أصبح يحقق بقوته وبأسه وبإرادته التاريخية أروع ملاحم البطولة والرجولة والعزة والكرامة والشرف والإباء ويتوج كل ذلك بانتصارات ميدانية بطولية لم يعرفها التاريخ من قبل ويجسد تلك الانتصارات مُثلا عليا وقيما سامية وأخلاقا لا نظير لها وإنسانية لم يسبقه إليها في تاريخ البشرية أحد.
إن المبادرة التي قدمها رئيس المجلس السياسي الأعلى هي دليل على أن هذا الشعب العظيم صار يمتلك إرادته وحريته، وقراره وأن قرار إنهاء الحرب صدر من هنا من صنعاء. وما لم يستجب العدوان فإنه ظالم لنفسه بعد ظلمه لكل شعوب الأمة وعلى رأسها الشعب اليمني العظيم الذي هوت تحت أقدامه إمبراطوريات سابقة غزته، وتكسرت وتشظت أمام جبروته وبأسه وإرادته التاريخية في النصر.
ستخطئ أدوات العدوان الأعرابية ورأس حربته مرتين إن رفضت هذه المبادرة أو تجاهلتها، مرة في مزيد من مكابرتها بعدما خارت قواها وذهبت أحلامها في هزيمة هذا الشعب أدراج الرياح، ومرة أخرى في استهانتها ببأس هذا الشعب وقوته بعدما خبرتها وجربتها وذاقت بعض بأسها، وبركونها على سيدها وربها الصهيوأمريكي في إنقاذها وهو المتربص بها والمتحين فرصة انهيارها وجفاف ضرع حليبها لذبحها كما يشاء وكيفما يشاء وهو يعلن ذلك. وما لم تتعظ هذه الأدوات من كل ذلك فإنها سوف تسوق نفسها ومعها سيدها إلى هزيمة نهائية ناجزة.
إن استمرار أدوات العدوان السعوإماراتية في غيها وبغيها وعدوانها وقتلها وحصارها وتجويعها لهذا الشعب بهدف إركاعه، وإخضاعه لإرادة سيدها، هو نوع من العبث اللامحسوب العواقب، والنتائج الكارثية ستقع عليها قبل غيرها. ومن الطبيعي أن تحصد النتائج، ولا عزاء لفاقدي الإرادة والقرار والقيم والأخلاق والإنسانية، وستكون قد بلغت كل موجبات هزيمتها.
إن لهذا الشعب المظلوم المعتدى عليه موعداً مع نصره التاريخي الموعود على كل المستويات والذي تدنو ساعته يوما إثر يوم مع استمرار العدوان الظالم، «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز»، وكما سقط العدوان أخلاقيا وقيميا وميدانيا فإن هذا الشعب منتصر بقيمه وأخلاقه وإنسانيته وأيضا في مواجهاته الميدانية فإنه مقدم على انتصار نهائي ناجز وعاش اليمن منتصرا حرا أبيا مستقلا.

أترك تعليقاً

التعليقات