الرئيس الصماد لم يمت
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

لقد وجدت الرئيس الصماد صباح السبت 28 أبريل 2018م بميدان السبعين، حياً لم يمت، حيث كان موجوداً بيننا يتابع المشهد لحظة بلحظة. لست وحدي من وجده، وما يثبت ذلك هو حضور تلك الحشود التي أتت لزيارته، ومشاهدته جسداً وروحاً، ولم تأتِ لزيارة ضريح، ولا قبر، والتي بعدما رأته أيقنت أن العدوان (السعوصهيوأمريكي) الذي سعى لقتل الرئيس صالح الصماد، واستهدفه بثلاث غارات الخميس 19/4/2018م، في الحديدة، قد أخطأ الهدف، ولم يقتله، وهذه ليست أضغاث أحلام، بل حقيقة واقعة عشتها كما عاشها الحضور، وأدركت كما أدركوا أن العدوان لم يقتله بتلك الغارات، بل من حيث لا يدري أحياه في قلوب اليمنيين الحاضرين بالميدان جسداً وروحاً، وكذلك الحاضرون معنا بأرواحهم من المتابعين قد أدركوا معنا تلك الحقيقة، والتي تجلت في حضور تلك الحشود الجماهيرية غير المسبوقة، وزد على ذلك قيام العدوان باستهداف الرئيس ومن معه في الميدان، وبشكل مباشر، بالصواريخ من طائرات الإف 16، والتي أيقن معها الجميع أن تلك الغارات كانت تستهدف الرئيس صالح الصماد، ولو كان العدوان قد أفلح بقتله في الحديدة فلماذا يقوم باستهدافه ومن معه مرة أخرى بميدان السبعين! ولذلك أدركت الجماهير أن رئيسها حي، فهبت، والتفت حول رئيسها لحمايته بصدورها، فواجهت، وتصدت لتلك الصواريخ التي قتلت منهم من قتلت، وجرحت من جرحت، وما هزتهم تلك الصواريخ ولا حركتهم من أماكنهم، فصمدت، وثبتت، ونجحت جماهير الشعب، وبأجسادها منعت تلك الصواريخ من الوصول للرئيس، وهزمت العدوان حين واجهته، ولاذ بالفرار من سمائها، فصنعت بذلك مشهد النصر العظيم، ذلك المشهد البديع، والغاية في الإبداع والروعة والعظمة، والذي لم يسبق أن حدث لرئيس يمني أو عربي أو في العالم قبل الرئيس صالح الصماد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى التلاحم الذي خلقه ذلك الرئيس العظيم بينه وبين شعبه.
تلك الصواريخ أراد لها العدوان أن تقتل الرئيس وتخيف الشعب، إلا أنها على العكس من ذلك قد أشعلت الميدان حماساً وعنفواناً وتحدياً وثورة على العدوان من جديد، فرفع الشعب أكفه ببنادق الكلاشنكوف نحو الطائرات المعتدية في السماء، وهتف (هيهات منا الذلة)، غير آبه بما تلقيه عليه تلك الطائرات من صواريخ، وغير مكترث بما تحصده تلك الصواريخ من أرواحه، رافعاً الصوت بالصرخة، ورافعاً بندقيته في وجه العدوان بيد، وباليد الأخرى مصافحاً رئيسه الصماد، ومعاهداً إياه على المضي في مواجهة العدوان، وهنا تجلى انتصار الشعب اليمني العظيم، وتجلت بوضوح هزيمة العدوان.
إن ما تجسد في ذلك المشهد من تلاحم بين الشعب اليمني العظيم ورئيسه، أدى إلى فرار طائرات العدوان دون أن تنال من صمود الشعب وعزيمته على النصر، وإنه تجسيد بل تخليد للنصر في أبهى صوره، وهنا أعلن الشعب انتصاره وإن تأخر الإعلان رسمياً، وهكذا قال الشعب كلمته، قالها ورددها، وهو متوجه للقاء برئيسه في ميدان السبعين، وقالها بالميدان أثناء زيارته له، ولقائه به صباح السبت 28 أبريل، قالها وهو ينظر إلى رئيسه، ويكلمه، وقالها كذلك الرئيس الصماد وهو يتجول وسط حشود زواره الذين جاؤوا لتحيته، قالها وهو يرد عليهم التحية والحب، مطمئناً عليهم، مستأذناً بالذهاب إلى مكان وعد بالذهاب إليه، ووفاءً بالوعد ذهب، وإلى حيث تمنى وأراد، ذهب، وكما صدق الوعد شعبه وأوفى بوعده، فذهب ليلاقي ربه مطمئن النفس فرحاً بما آتاه الله من فضله، ذهب بعد أن أوصانا، وترك فينا إرثاً جهادياً كفيلاً بألا يحيينا فقط، بل يحيي أجيالاً قادمة كذلك، وهكذا على العهد بالنصر الناجز ودع الشعب الرئيس، وودع الرئيس الشعب على أمل اللقاء قريباً مرفوعي الراية والجبين والجباه يوم إعلان النصر رسمياً. فهل يعلم هذا العدوان الهمجي الغبي أنه باستهداف الرئيس صالح الصماد قد قتل نفسه؟ هذا ما ستحدثنا عنه الأيام القادمة.
الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، وهيهات منّا الذلة.. التحية للشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه الشعبية وقيادته، الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، الهزيمة والموت للعدوان (السعوصهيوأمريكي)، النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات