21 أيلول ثورة جديرة بالنصر
- د. مهيوب الحسام الخميس , 4 أكـتـوبـر , 2018 الساعة 6:17:49 PM
- 0 تعليقات
د. مهيوب الحسام / لا ميديا
لا مستقبل بلا حرية، ولا حرية بلا كرامة، ولا كرامة بلا عدل، ولا عدل بلا وطن، ولا وطن بلا استقلال، ولا استقلال بلا تضحيات، ولا تضحيات بلا إرادة، ولا إرادة بلا إيمان، ولا إيمان بلا إبداع، ولا إبداع بلا ثورة، ولا ثورة بلا تغيير، ولا تغيير بلا شعب يصنعه ويحميه وبه يعبر نحو المستقبل المنشود.
إن الشعب اليمني العظيم يعشق الحرية عشقه للحياة، ويدرك يقيناً أن الحياة بلا حرية ممات، بل إن الموت بعزة وكرامة هو شرف وفخر ومجد وبطولة عظيمة ملهمة وتاريخ مجيد ناصع يسطر بأحرف من نور تضيء الدرب، وهو حرية حقيقية تصنعها الشعوب لتعيشها الأجيال القادمة جيلاً بعد جيل، ولهذا فإن الوطن بلا استقلال هو سجن حقيقي مهما كبرت مساحته واتسعت فضاءات أجوائه وبحاره، فهي فضاءات خانقة، وكذلك فإن القيم غير المبنية على الصدق ليست بقيم ابتداءً، ناهيك عن كونها كاذبة، ويمثل السكوت عنها وعدم كشف زيفها للناس حياداً عن الحق وميلاً للباطل ورضوخاً له، أما تسويقها أو المشاركة بالتسويق فهو اعتداء على الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، وعدم التصدي لها ومواجهتها هو اعتداء على الذات، بل هو قبول بالذلة، وهيهات منا الذلة.
إن ثورة شعبية وطنية خالصة كـ21 أيلول 2014م، استطاعت كشف أقنعة الوطنية عن الكثيرين، وهي في المهد صبية، ثم استطاعت إثبات زيف القيم الغربية وقيم النظام العالمي وما يسمى القانون الدولي والوهم المسمى ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وسراب التحرر والاستقلال ومزحة الدول المستقلة، وبسنوات عمرها الأولى، وفي ظل عدوان العالم عليها، ولم يسجل عليها تصرفات أو سلوك لا أخلاقي ضد من يقاتلها، لهي ثورة محل فخر وإجلال واحترام وتقدير، وبالتالي فهي جديرة بالنصر والبقاء والديمومة، وحري بها أن تكون ثورة أخلاق وقيم عالمية.
ثورة بدأت برفض الظلم والاستعمار والاستعباد بسلاح الكلمة (الصرخة) في مواجهة الاستكبار، وفي ظل العدوان والحصار المطبق، تصنع سلاحاً يصل عواصم العدوان، هي ثورة عصية على الوأد أو الاسترقاق.
إن 21 أيلول 2014م هي ثورة على الفساد والوصاية معاً، وتحقيق شراكة وطنية حقيقية وتصحيح مالي وإداري شامل، وخرجت بمسيرات شعبية سلمية تطالب بالحرية والاستقلال وتحرير القرار الوطني من الارتهان واستعادة العزة والكرامة، وكانت ثورة قيم وأخلاق وشرف، لهذا كانت صادمة "للصهيوأمريكي"، فعجز عن تحمل وقعها، فأوعز لأدواته وأوصيائه من الأعراب على رأسهم "السعوإماراتي"، ليكونا رأس حربته وحربه العدوانية على الشعب اليمني، عقاباً له على قيامه بهذه الثورة، وبهدف وأدها والقضاء عليها، وتعاون معه كثير من قادة العهد الوصائي ورموز سلطته الخونة.
إن شعباً عظيماً قام بهذه الثورة العظيمة هو اليوم، وبعد 4 أعوام عدوان، أشد عزماً وأمضى إرادة بالقضاء على الفساد، وبات يعلم يقيناً أن الحرية لا توهب، لذا فهو ماضٍ في انتزاع حقه في الحرية والاستقلال، ولن يتسول ذلك من أحد، فقرر إنهاء الوصاية ومواجهة العدوان وهزيمته، وتحرير الأراضي اليمنية المحتلة سواء بسواء مع تحرير القرار الوطني. وعليه فإن هذا الشعب العظيم المواجه للعدوان، مصمم أكثر من أي وقت مضى، على ألا يسمح باغتيال ثورته هذه كما تم اغتيال ثورة 26 سبتمبر، والتي تحولت من ثورة على نظام ملكي وطني متخلف غير مفرط، إلى تبعية مذلة لملكية رجعية أعرابية أشد تخلفاً، موالية لليهود والاستعمار، ومن ثورة تحرر واستقلال عن الاستعمار المباشر للدخول تحت وصاية أدوات الاستعمار، وذلك لن يتكرر.
ولهذا فإن الثورة ماضية في محاربة الفساد ومواجهة العدوان وأذياله وأذنابه وهزيمتهم، وعازمة على:
1ـ عدم التصحيح بفاسدين أو اتخاذ المضلين عضداً.
2ـ عدم مواجهة العدوان أو التحرير بالمثبطين من المؤلفة قلوبهم، وعدم الركون إلى الذين ظلموا.
3ـ عدم المحاباة وتأليف قلوب لا تأتلف بمكاسب أو تعيينات وترضيات ضرها أكثر من نفعها.
4ـ عدم إقصاء أحد من خارج مربع الخيانة.
وبناء على ذلك، فإن الثورة متجهة بثبات نحو تحقيق الانتصار التاريخي حتى يتسنى لهذا الشعب اليمني العظيم القيام بمسؤولياته الوطنية والعربية الإسلامية والإنسانية، وأن يأخذ حقه في التطور والتقدم والازدهار بما يمكنه من القيام بدوره التاريخي تجاه أمته والعالم، وليأخذ مكانته بين الأمم، ويشارك بفاعلية في إرساء قواعد نظام عالمي جديد مبنية على قيم الحق والعدل والإنصاف والمساواة.
التحية لهذا الشعب اليمني العظيم الصابر الصامد الثابت المجاهد المحتسب جيشاً ولجاناً وقيادة. الرحمة والخلود للشهداء أطهر من فينا وأنبل بني البشر. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. العار للخونة العملاء. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.
المصدر د. مهيوب الحسام
زيارة جميع مقالات: د. مهيوب الحسام