اليمن.. قُتِلَ العدوان
 

د. مهيوب الحسام

تزامناً مع انتصارات محور المقاومة العربية على المشروع الاستعماري (شرق أوسط جديد) من لبنان إلى سوريا فالعراق... الخ، يسجل الشعب اليمني أصل العرب حضوره في النصر بقوة، مسدداً في جسد العدوان (السعوصهيوأمريكي) على اليمن وكلاء وأصيلاً ضربة قاتلة بالقضاء على أسوأ أدواته وأذرعه في الداخل اليمني، وإسقاط آخر أوراق التوت التي أراد العدوان ستر عورته بها، فتم وأد فتنة أعدّ لها طويلاً وراهن عليها كثيراً وبذل فيها ولأجلها جهداً ومالاً، عدة وعتاداً، وحشد لها كل طاقاته، ودعمها بما يستطيع بعدما نفخ فيها من روحه، وعمل على خلقها لا إيقاظها لأنها لم تك موجودة أصلاً، فتعهدها رعاية وتنمية، وعول عليها لسد ثغرة عجز لا تنسد، وستر عورة لاتنستر، ليحمل تلك الأداة فوق طاقتها وما تحتمل، فجعل منها احتياطاً استراتيجياً لساعة عسرة، وذخيرة حسم موهوم في عدوانه، وعلق عليها آمالاً خاسرة سراباً بقيعة حسبه ماءً فلما جاءه وجد هزيمة ساحقة، ووجد الشعب اليمني لديه ناراً وسعيراً، فبهت، وحسماً خاطفاً أصابه بصدمة أدخلته في موت سريري قاتل بانتظار موت رحيم إن جاءه من أصيله.
لقد قتل العدوان على اليمن عملياً بانتظار تشييع جثمانه أو مواراته الثرى دون تشييع، وما تبقى مسألة وقت ليس إلا قبل الدفن. لقد تسببت الصدمة بغيبوبة قد يعيشها طويلاً إن لم يقصرها ترامب بقتل رحيم قبل أن ينهيها الجيش واللجان والقوى الصاروخية نصراً حاسماً مسحقاً ناجزاً.
لم يعد للعدوان سترة نجاة بعد وأد فتنته والقضاء عليها، وسرعة إخمادها، وتتجلى قدرة الله في ذلك، قال تعالى: (إن الله يدافع عن الّذين آمنوا إن الله لا يحب كلّ خوّان كفور) [الحج: 38].
لقد شكلت قيادة الخيانة في الداخل رئة للعدوان يتنفس بها، وسمعه، وبصره، وشكل إعاقة حقيقية للنصر عليه. لم يبدأ العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م، بل كان ذلك نتاجاً لعدوان بدأ في 17/7/1978م ولايزال، بدليل أن الوكيل المحلي لوكيل العدوان الإقليمي من الباطن، لم يستطع البقاء والعيش خارج دائرة خيانة الشعب، ولو مجاملة مؤقتة، حتى يخرج من أزمته التي أدخله فيها، وهكذا فإن من أدمن الخيانة لا يجد لنفسه شفاءً منها إلا بها، لذا فالإدمان هو ما دفع زعيم الفتنة قائد المليشيات للخروج لشكر سلمان بطريقته، ويعده بمفاتيح صنعاء التي لا يمتلكها. هكذا زين له الشيطان سوء عمله، ما دفعه الى مربع العار الأبدي، وأحبط الله عمله، والمؤسف أنه أبدى حرصاً على إنجاح مسعى العدوان في الفتنة مهما كلف ذلك من دماء اليمنيين، ويا ليته كان يمتلك ولو 5% من ذلك الحرص على بلده وشعبه الذي ادعى حرصاً عليه. واأسفاه على شعب كان يحترمه لموقفه الصوتي الأخير، ولم يك يتوقع خيانته، وغدره.
ربما إن صالح كان أذكى العملاء والخونة، حيث استطاع إخفاء عمالته لفترة أطول ممن سواه: ياسين سعود نعمان، والمخلافي، والبركاني، والصوفي... الخ، لكنه لم يدرك أن الخيانة غير قادرة على إخفاء نفسها إلى الأبد، فما يخفيه العميل يكشفه ربه ومشغله ولو بعد حين، والخاتمة هي الخاتمة إن لم تكن أسوأ، وقد قالها بنفسه في خطاب سابق معلقاً على وصيفه الدنبوع، أن العميل لا يمكن أن يصبح زعيماً، فكيف نسي ما قال!
إن شعباً استطاع وأد الفتنة بتلك القوة والبأس والسرعة، لهو شعب مقدم على النصر النهائي الكبير الذي سيغير وجه المنطقة والعالم، وخلال الفترة القليلة القادمة سيدفن العدوان كي لايبقى جيفة مؤذية للعرب جميعاً، وبنصر اليمن يكتمل نصر الأمة، وتزول كيانات المستعمر وأدواته، والبشائر واضحة جلية.
الله أكبر.. الموت لأمريكا سياسة استعمارية.. الموت لإسرائيل كياناً محتلاً للأرض العربية.. اللعنة على اليهود المسبتين العصاة المعتدين قتلة الأنبياء والمرسلين.. النصر للإسلام ديناً قيماً وحقاً وعدلاً.. وما تم في غفلة من الزمن لن يتكرر، والتاريخ لم ولن يعود للوراء، وإنا لعلى موعد قريب مع النصر.. التحية والإعزاز للشعب اليمني العظيم بمجاهديه وجيشه ولجانه الشعبية.. الرحمة والخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الموت والخزي والعار للعملاء والخونة.. اللعنة على أنصاف الرجال.. الهزيمة للعدوان وأذنابه ومرتزقته.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات