لن تنجح محاولات إخضاع لبنان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لبنان باقٍ بشرفائه وأحراره، ومقاومته باقية بالمؤمنين بها وبحقهم وعدالة قضيتهم وبحق لبنان في الحرية والسيادة والاستقلال، والمؤمنين بأن بقاء لبنان بقوته لا بضعفه، وهم حملة راية الحرية والعزة والكرامة والاستقلال من الأحرار الشرفاء المناضلين المقاومين المجاهدين من أبنائه من كافة مكوناته، وهم من قدموا التضحيات في سبيل تحرير أراضيه المحتلة من قبل كيان العدو الصهيوني، حينما عجزت قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها عن إخراجه منها، وبالمقاومة وحدها تم إخراج قوات الاحتلال الصهيوني من لبنان وجنوبه عام 2000.
وبالمقاومة وسلاحها تصدى لبنان لعدوان كيان الاحتلال في العام 2006، وقدمت التضحيات دفاعاً عن لبنان كله، وبها تم منع كيان العدو من اجتياح لبنان مجدداً، وبها تم تلقينه درساً وهزيمة قاسية باعترافه هو، وبهذه المقاومة وسلاحها تم إفشال مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي أعلنت مخاضه وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس حينها.
المقاومة وسلاحها وتضحياتها حمت لبنان ورفعت اسمه وعلمه عالياً، ورفعت رأس كل لبناني وعربي ومسلم، وأعادت للأمة عزتها وكرامتها وثقتها بنفسها وبقدراتها على مواجهة المحتلين الغزاة المستعمرين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يأتي اليوم من لم يقدم التضحيات في سبيل تحرير لبنان ومن لم يشارك في ذلك، بل ومن كان عميلاً لكيان العدوان ومن ساعده في احتلال لبنان، ليقف مع المحتل مجدداً وينادي بإنهاء قوة لبنان وبسحب سلاح من ضحى في سبيل تحرير لبنان وحمايته، ويسلم لبنان لأعدائه، ليتم استباحته وذبح الشعب اللبناني وارتكاب المجازر، كما حدث في «صبرا وشاتيلا»، وكما يحدث الآن من ذبح لأبناء الشعب السوري في طرطوس وجبلة واللاذقية وحماه والسويداء وحلب وغيرها من المناطق السورية، وكذلك ما يحصل لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية التي لا تسيطر عليها حماس؟!
وأخيراً، نقول بأن الحكومة التي لا تستطيع منع العدوان على بلدها ولا تستطيع إلزام كيان العدو، ولو من خلال الرعاة الضامنين، بتنفيذ الجزء الخاص به من الاتفاق المبرم معها، ليست حكومة ولا يحق لها تقرير مصير البلد.
حكومة لا تستطيع وقف القتل اليومي لأبناء شعبها لا يحق لها إنهاء قوة شعبها. ولهذا كله يمكن القول إن أي محاولة لإخضاع لبنان، من الخارج أو من قبل ما تسمى بحكومة نواف سلام، لن يكتب لها النجاح، بل ستذهب أدراج الرياح. ومن يراهن على إعادة لبنان إلى معادلة قوة لبنان في ضعفه، سيبقَ هو في حالة ضعف، أما لبنان فسيبقى بقوته منتصراً لا بضعفه. والله مع الصابرين.

أترك تعليقاً

التعليقات