من السنوار إلى الغماري
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بكلمات قليلة في عددها كثيرة في معانيها وتأثيرها قائد الثورة رضوان الله عليه في كلمته يوم الخميس 16 أكتوبر 2025م التي بدأها بالحديث عن الشهيد القائد المجاهد العظيم يحيى السنوار في الذكرى الأولى لاستشهاده، تحدث عن شخصيته القيادية ودورها وما قدمته للمقاومة والشعب الفلسطيني ولشعوب الأمة من دروس في الإيمان والجهاد والصبر والثبات.. إلخ، لينعى الشهيد القائد المجاهد العظيم محمد عبدالكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة اليمنية، والتهنئة والتبريك والتعزية فوصفه بالأخ ورفيق الدرب المجاهد القائد العظيم ودوره في معركة الإسناد.
كلمات قائد الثورة رضوان الله عليه عن الشهيد القائد الغماري كانت موجزة وبليغة جدا، بعد أن سبقها كلماته التي لم يسبقه إليها أحد عن الشهيد القائد الجهادي العظيم يحيى السنوار، لتوحي هذه الكلمات وتثبت بأن الشهيد القائد الغماري هو امتداد للسنوار في القيادة والوعي والإدراك والإيمان والجهاد والصبر والثبات والإخلاص والقدوة والإلهام زالتخطيط والإبداع.. إلخ، فلم يكن الشهيد القائد محمد الغماري رجلا عاديا، بل كان رجلا جهاديا استثنائيا في أدائه وفي أفكاره وفي مهاراته وخبراته وفي اجتراح ما لم يصل إليه أحد قبله.
فقد استطاع هذا الشهيد الجهادي العظيم ورفاقه تطويع اللاممكن وتحويله إلى ممكن وتحويل الصعوبات إلى فرص، ومنها تصنيع وتطوير الصواريخ واستخدام الصواريخ البالستية من البر لاستهداف أهداف بحرية متحركة وإصابتها بدقة بفضل الله وتوفيقه، وهو ما لم يسبق لأي قوة في العالم أن قامت به، وطوال فترة الإسناد وحصار كيان العدو في البحر لم يحدث أن أخطأت القوات البحرية في استهداف أي من السفن غير التابعة لكيان العدو أو الذاهبة إليه، وما أدى إلى تعطيل ميناء أم الرشراش المسمى «إيلات» تعطيلا شبه تام، ناهيك عن الصواريخ والمسيّرات التي تضرب عمق الكيان، وفي نفس الوقت لم تستهدف مدنيا واحد في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ظل قيادة الغماري لهيئة أركان القوات المسلحة اليمنية وبعد أن وضع ورفاقه الأجلاء خطة لتصنيع وتطوير أسلحة القوات المسلحة مع الشهيد الرئيس صالح الصماد سلام الله عليه تم التطوير المستمر ومن نقطة الصفر تقريبا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تطور كبير أذهل الصديق قبل العدو، فأرعب الأعداء وأذهل العالم كله.
ويكفي هذا القائد فخرا أنه ارتقى إلى بارئه شهيدا كالسنوار وشهيد الإسلام والإنسانية حسن نصر الله وهنية وأحمد ياسين.. إلخ، في أشرف وأقدس قضية قضية الشعب الفلسطيني المظلوم وعلى طريق القدس.
وقد ترك هذا القائد خلفه آلاف القادة الذين سيواصلون المسيرة بعون الله بقيادة قائد الثورة سلام الله عليه حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.. والله غالب على أمره.. ولله عاقبة الأمور.

أترك تعليقاً

التعليقات