ضربة «لينكولن» بألف قمة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
في الوقت الذي كانت تستعد فيه حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس ابراهام لينكولن» لشن عدوان كبير على الشعب اليمني عقاباً له على مساندته لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ثم مساندته للشعب اللبناني، وثأراً على استهدافه لأكثر من 200 من سفن الكيان الصهيوني والسفن المتجهة إليه دعماً له ولجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها ومعه أمريكا ودول الغرب، وكانت أبرزها حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور»، قامت القوات المسلحة اليمنية ليلة الأربعاء 14 نوفمبر الجاري، بإلحاق الحاملة «ابراهام لينكولن» بـ«آيزنهاور»، وبضربة نوعية استباقية أحبطت مخططات أمريكا العدوانية، وأفقدت الحاملة قدرتها على فعل شيء أو الدفاع عن نفسها، رغم وجود مدمرتين أمريكيتين بالقرب منها لتلاقيا المصير ذاته.
وفي معركة دامت ثماني ساعات فرت على إثرها حاملة الطائرات «لينكولن» لتلحق بأختها «آيزنهاور»، وهي تعاني أضراراً أكبر وتحمل في قلبها حرائق من شأنها إخراجها عن الجاهزية أو أكثر، وألحقت بها المدمرتين اللتين لم تكونا بأحسن حال منها، وليلتحق الجميع بأكثر من 200 ما بين سفن وبوارج حربية ومدمرات وحاملات طائرات، وهي هزيمة مدوية للإمبراطورية الأمريكية (البحرية أساساً) ولمن معها من دول الغرب الاستعمارية وكيان العدو الصهيوني وأنظمة عرب وأعراب مشاركين. وبغض النظر عن مواصفات الحاملة «لينكولن» وقبلها «آيزنهاور»، ووزنها وطولها وعرضها والقوة التي تحملها ونوعها، يكفي أن نذكر أن جورج دبليو بوش اعتلاها وأعلن بكل زهو وغرور انتهاء العمليات الحربية على العراق عام 2003.
لقد جاءت هذه الضربة للحاملة «لينكولن» عشية قمة التتبيع والتمييع المشتركة الثانية، قمة الخزي والعار والتواطؤ مع جرائم الإبادة، والتي انعقدت في عاصمة الترفيه الرياض، لتكون هذه الضربة بمثابة رد عملي بكل عز وكرامة وإباء على القمة وبيانها المعبر عن الذلة والهوان. كما أنها دعوة لشعوب الأمة لتبادر وتغضب وتعبر عن غضبها، كما يجب وأن تستعيد قرارها وتأخذ زمام المبادرة بيدها إن أرادت عزتها وكرامتها، وأن يكون إيمانها بالله ربها وبعدالة قضيتها أكبر من خوفها من أنظمة لا تعبر عنها، وأن تشق عصى طاعتها لأنظمة توالي أعداءها وتتولاهم، وأن تنفض غبار ذلها وهوانها، والشعب اليمني قدوتها.
وأخيرا، فإن ما حدث للحاملة الأمريكية «ابراهام لينكولن» والمدمرتين يعادل ألف ألف قمة من هذه القمم، ويفوق ألف مرة ما فعلته قمم الجامعة (العبرية) منذ أن أنشأتها بريطانيا عام 1945م وحتى الآن، وشعوب الأمة قادرة على فعل الكثير لمناصرة أشقائها في فلسطين ولبنان، والمعركة بعد معركة الوعي هي معركة تحرك وفعل، ومن لم يعِ ما يحدث لإخوته في فلسطين ولبنان طوال أكثر من عام، وأن ما يحدث آتٍ إليه حتماً وفقاً لمخطط أعلنه نتنياهو من الأمم المتحدة، ومن لم يولد فيه هذا الوعي إحساساً بالمسؤولية وتحملها، فإن عليه أن يراجع نفسه، فأمريكا تنهزم والكيان إلى زوال، ولينصرن الله من ينصره، ولله عاقبة الأمور.

أترك تعليقاً

التعليقات