ثمن التضحيات نصر عظيم
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
إن التضحيات الكبيرة والعظيمة التي يقدمها الإنسان في سبيل الله وفي سبيل قضية عادلة وفي سبيل تحقيق هدف قيمي أخلاقي أسمى ليس له من ثمن في الدنيا إلا النصر، ويأتي النصر على قدر التضحيات وبحجمها. وما قدمته وتقدمه المقاومة في فلسطين وخصوصا في قطاع غزة، وفي لبنان، اليوم، ومعها محور الجهاد والدعم والإسناد من تضحيات جسام من دمها ومن قادتها العظماء شهداء وبكل صبر وثبات واحتساب مع استمرار كل العزم والإرادة والإقدام في مواصلة البذل والعطاء والتضحيات مع الله وفي مواجهة أعدائه القتلة المجرمين، هي تضحيات لا يسعها إلا النصر العظيم، وهي أحد أبرز وأعظم وأسمى موجبات وعد الله.
إن للنصر موجباته كما أن للهزائم موجباتها، وما تسطره المقاومة ومحورها اليوم من بطولات إعجازية في مواجهة أعداء الله وأعدائنا وأعداء شعوب أمتنا وأعداء الإنسانية وما يقوم به ويمارسه كيان الاحتلال الصهيوني، بدعم من قوى الاستعمار الصهيوغربية بقيادة أمريكا، من جرائم إبادة جماعية بحق أبناء الشعبين الفلسطيني في قطاع غزة واللبناني منذ أكثر من عام، وما تقدمه من مال ودماء من بيوتها ومن بيئتها ومن أطفالها ومن صحتها في ظل شماتة من بني جلدتها وتكالب ومشاركة سلطات وأنظمة شعوب أمتها في القضاء عليها وسكوت وحياد ذوي القربى على جرائم الإبادة التي تمارس بحق بيئتها الحاضنة ليست سوى موجبات النصر مجتمعة.
لقد هُزم جيش كيان الاحتلال الصهيوني في يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في عملية «طوفان الأقصى» وتلقى هزيمة كبرى منكرة أضاعت هيبته وعجز بعدها عن لملمة نفسه أو استعادة مكانته ناهيك عن قوته وردعه، ولولا التدخل الأمريكي الصهيوغربي والعربي المباشر بالمال والسلاح والمقاتلين لما بقي هذا كيان الغدة السرطانية في فلسطين لأشهر بل لأسابيع، وما يقوم به هذا الجيش منذ هزيمة الطوفان من تخبط وهستيريا وإجرام من أجل الإجرام وإبادة جماعية غير مسبوقة بحق الأطفال والنساء والناس العزل من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها ومؤخرا في حق أبناء الشعب اللبناني هي أعمال تعزز هزيمته وتحتم زواله لا بقاءه.
وأخيرا نقول بأن كيان الاحتلال بقيادته الأمريكية وداعميه من غرب وأنظمة عرب وأعراب وبكل ما يقومون به من إجرام وجرائم إبادة بحق المستضعفين في فلسطين ولبنان لن تجعلهم ينتصرون، وإنما ستعزز هزيمتهم وتقرب آجالهم وزوال الكيان ومن يقف معه، رغم كل ما يملكون. أما المقاومة وأبناء المقاومة فهم مطمئنون بالله واثقون بنصره.
ونخلص هنا إلى القول إن أمة تقدم في مواجهة أعداء الله وأعدائها قادتها شهداء في سبيل الله دفاعا عن دينها وأرضها وعرضها وشرفها هي أمة لا تُهزم ولا يمكن لأعدائها هزيمتها، وهي أمة جديرة بالنصر. ألا إن نصر الله قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات