وطأة السقوط
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

لايزال العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل على الشعب اليمني يراهن على كسب نتائج عدوانه، كما يتمنى نتائج أو بعض نتائج المعركة الميدانية التي يخسرها يوما إثر يوم، حتى من خلال مفاوضات طويلة الأمد، رغم أن كل المؤشرات تقول إن هذه لن تكون لصالحه أيضا، ورضوخه للواقع أمر مستبعد حاليا لأن مكابرته وغروره لن يسمحا له بالنزول من شجرة عدوانه الملعونة التي تسلقها وصعد إليها واعتلاها مختارا بدافع أطماعه ناهيك عن أنه لم يعد بمقدوره النزول منها خصوصا بعدما تكسرت أدواته التنفيذية ورأس حربة عدوانه السعوإماراتي وتهالكت مشاريعه وتهشمت على صخرة صمود، وثبات، وقوة، وبأس هذا الشعب العظيم. 
إن تلك الأدوات التي عول عليها طويلا ولو للقيام بدور ضاغط ليتسنى له الخروج بماء وجه فقده تماما ونهائيا نتيجة للإيغال بجرائمه الكفيلة بإيصاله إلى نهايته الحتمية والسيئة النتائج والمآلات، أضف لذلك أنه غير جاد في النزول حيث تمنعه من ذلك موجبات هزيمته، كما أنه بعدما فقد هيبته تماما في هذا العدوان وخارت قواه يعتبر أن خروجه دون مكاسب سوف ينهي دوره كقوة مهيمنة على العالم، وهذا شيء مؤكد، لذلك سيستمر في غيه ومكابرته والدفع أكثر بأدواته نحو هلاكها الذي لن ينجيه، ومكابرته لن تزيده مع الزمن إلا ضعفا وهوانا. 
وعلى العكس من ذلك وبالمقابل فإن هناك تنامياً لقوة الشعب اليمني المدافع عن نفسه وأرضه وعرضه، ورسوخ إيمانه بالله ورسوله وإيمانه بحقه في الحرية والاستقلال والعيش بعزة وكرامة وثقته بربه ونصره الموعود له، ليزداد بذلك هذا الشعب قوة وبأسا، ويزداد معها العدوان انهيارا يوصله لحد السقوط الذي لن يستطيع معه تلافي هزيمته النهائية الناجزة، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا. ومع أن المعطيات والمقدمات تقول إن العدوان سوف يحاول في وقت لاحق ومتأخر الاستعانة بمن يساعده على النزول من الشجرة، لكن ذلك لن يجدي معه نفعا، لأسباب منها، أن القوى التي سيدعوها لمساعدته لن تكون مستعدة ولا متحمسة بالشكل الكافي لمساعدته على النزول دون مقابل. كما أن المقابل المطلوب سيكون باهظا وليس أقله إخلاء مكانه أو تقاسم ساحته نفوذا ومغانم. هذا أولا. وثانيا: لن تمكنه جرائمه الفظيعة التي ارتكبها بحق هذا الشعب من النزول بأمان، وحينها ستكون الكلفة باهظة للحد الذي لن يستطيع تحملها، فسيرمي بتبعات كل ذلك على أدواته التي بالإضافة لكونها أول وأكبر الدافعين للكلفة ستكون أكبر الخاسرين ليس ماديا فحسب بل كينونة ووجودا، ولن يكون هو بمنأى عن دفع الثمن الذي سيخرجه من مكانه ومكانته، ويقضي على دوره، المهيمن على العالم.
والسؤال المهم: هل يستطيع العدوان تدارك الأمر وتخفيف شدة وقع السقوط؟ الجواب حتى الآن: لا، لأن ما سيخفف عليه وقع شدة السقوط هو الجرأة والشجاعة الكافية ليعلن وقف عدوانه وتحمل التبعات، وهو ما يفتقد إليه العدوان تماما حتى الآن.

أترك تعليقاً

التعليقات