كابتاجون (الأرض مقابل الراتب)
 

د. مهيوب الحسام

امتنع العدوان عن دفع الراتب من عدن على إثر نقله البنك المركزي إليها رغم التزامه، وبمبرر قلة وضعف الاستتباب الأمني، وبانتظار أن يتم دفعها من عمّان الأردن مستتبة الوضع قرب مركز قرار الشرق الأوسط الكبير.
هكذا يقول العدوان على لسان ولد شيكه الذي عاد حاملاً في أحشائه مبادرة العدوان (السعوصهيوأمريكي) ورأس حربته أسرة كيان (بني سعود)، مبادرة التطور التدريجي والناصة على (الأرض مقابل الراتب) من نطفة عدوان فمضغة أقاليم فعلقة تقسيم فجنين كابتاجون يتولد في مسقط أو غيرها وبواسطة قابلة معتبرة كالراعي مثلاً وتتربى بحضن مجلسه، ورعاية ذات الوصي، ومباركة وإشراف المستعمر (الأنجلوسكسوني) الذي أخرجناه بثورة 14 أكتوبر 1963م من النافذة، ويريد العودة من الباب بعقد بيننا وبينه وبشروط جزائية، الأرض مقابل راتب لم يدفع من عدن فكيف يدفع من على سفينة عائمة في البحر أو من تل أبيب أو الأردن!
ونعلم أنه لم يأتِ على منظمة الأمم المتحدة حين من الدهر كانت منظمةً أصلاً أو وسيطاً نزيهاً، ناهيك عن أنها أداة ويد استعمارية ورأس حربة له، ومشرعنة غزواته ونزواته، وشاهدة زوره منذ نشأت، وما اتحدت يوماً إلا على العرب فقط، فمثلما أيدت الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والأمريكي للعراق، وقسمت السودان والصومال،... إلخ، ها هي اليوم تسعى لإخضاع اليمن للوصاية الاستعمارية عبر ولد شيك عدوانها الذي أدعو الشعب اليمني العظيم أن يرقبه، وإذا ما أراد زيارتنا عبر مطاره الدولي بصنعاء أن يستعد للخروج وملاقاته، وألا يستقبله بالبيض كالمرة السابقة، بل بالأحذية هذه المرة، والذي يريد منا تسليم الأرض مقابل الراتب الوهمي من نهر الأردن بلا سلام ولا غذاء هذه المرة، وعلى غرار النفط مقابل الغذاء للعراق من قبل بطرس (رخيص)، والتي مهدت لغزوه واحتلاله وتدميره، وقبلها مبادرة مؤتمر مدريد (الأرض مقابل السلام)، والتي تحولت إلى سلام مقابل سلام ثم إلى السلام مقابل لا شيء، وبعدها إلى شرق أوسط كبير، ثم الربيع العبري الداعي للاستسلام مقابل القتل، لذا فإن هذه المبادرة تريد لنا الخروج بلا أرض، بلا غذاء، بلا حرية، بلا استقلال، بلا كرامة، بلا إرادة، تطلب تسليم الموانئ، والمنافذ، والمطارات، والجو، والبر، والبحر والأرض والعرض معاً، مقابل رواتب لم تدفع من عدن، فكيف من الأردن، وهو عدوان وجدار عزل معاً. 
لقد بادرنا العدوان بحربه، وهذا شيء ندركه، ونعيشه، لكن أن يبادر مرة أخرى بدعوتنا لتسليم أرضنا له مقابل وعد براتب من بنك سينقله للأردن، ونذهب إليه ونضع رقابنا بيده، فهذا بعيد، وهنا فإنه قد نسي شيئاً هاماً كان يجب ألا ينساه، وهو وجود حاجز بيننا، وبين الأردن وبقية الشعوب العربية، يجب إزالته أولاً، وقبل النقل والذهاب، وهو العدوان ذاته، كيان (بني سعود) مانع تواصلنا ببقية العرب، مشكلاً ولايزال جداراً عازلاً يجب هدمه، وإنه لماضٍ بالهدم الذاتي، وبأيدينا.
إن محور العدوان أصبح يعيش على عقار الكابتاجون المُخدر، وليس أسرة كيان (بني سعود) لوحدها، وإنما العدوان (السعوصهيوأمريكي) كمحور يعيش على أقراص الكابتاجون، مثلما يعيش عليه وكلاؤه من الباطن مقاتلو داعش. ولذلك ها هي أنيابه تتكسر على صخرة صمودنا ومحور المقاومة، وتتحطم معظم أذرعه دونما إدراك منه أو ذهاب لإصلاحها، ولهذا فإن أصيل العدوان يخسر معظم أوراق رهاناته، ما يفقده هيمنة ينشدها، وأما أدواته، ورأس حربته، أخص كيان (بني سعود)، فعدوانه لا يؤهله أن يكون موجوداً في مستقبل المنطقة والعالم، فهو كيان زرع قسراً وسينتهي كذلك. 
إن هذه المبادرة التي تريد أن تبقينا على الحصار نفسه، بل وبقبضة أشد خنقاً، ووتيرة تجويع أعلى، وبفاعلية أكبر، والتي عندها لن تأتي شحنة نفط أو غذاء إلا بمفاوضات وحزمة تنازلات جديدة، بما تتطلبه مرحلة ما بعد الاستسلام من ذل وهوان. وبناء عليه فإن ولد شيك العدوان قد تحضر وأعد نفسه حسب هوى عدوانه، ليسوق لنا عقار الكابتاجون الذي أدمن وعدوانه تناوله، وكي يتم إعدادنا لتداخل وعملية كبرى لم، ولن تكون، ولأجل ذلك وصل مسقط السبت 5/8/2017م، ليصل به الحال أن يعرض الأرض مقابل العقار المساوي لـ(أوسلو: غزة - أريحا أولاً).
التحية للجيش واللجان.. الرحمة للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.. حي على الحشد نحو الجبهات لحسم المعركة.. اللعنة على أنصاف الرجال، ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات