لعنة الإبادة الجماعية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لقد حلت لعنة العقد الثامن على كيان العدو الصهيوني منذ بداية معركة «طوفان الأقصى»، وهي مستمرة حتى نهايته.
إن جريمة الإبادة الجماعية الموصوفة والمنقولة على الهواء مباشرة، التي مارسها كيان العدو وشريكه الأمريكي أصيل مشروع الإبادة والقرار في قطاع غزة والتي أكملت عامين، قد أوجبت غضب الله وغضب شعوب العالم الحرة على كيان العدو وأمريكا معاً وكل من شاركهما ولف لفهما، وغضب الله موجب لهزيمتهما، وغضب الشعوب موجب لنبذهما وعزلتهما، نتيجة للتعري والسقوط القيمي والأخلاقي والإنساني الذي كشفته غزة لكل شعوب العالم.
إن بداية لعنة العقد الثامن على كيان العدو هي بداية زوال هذا الكيان، فالسابع من أكتوبر 2023 مثّل هزيمة كبرى لكيان العدو، وكادت -لولا أمريكا ودول الغرب الاستعمارية- أن تقتلعه من جذوره، هزيمة لن يستطيع هذا الكيان الموقت الخروج منها أو التكيف والتعايش معها، سيمضي في ثاراته بلا هوادة، ثارات وجرائم إبادة دونما عقل ولا سوية ودون أفق أو هدف، وتنقله ومن والاه وشاركه من هزيمة ميدانية إلى هزيمة قيمية وأخلاقية وإنسانية تحاصره وتخنقه شيئاً فشيئاً، لتتظافر وتتآزر مع مواجهته الميدانية ورفضه العالمي حتى النهاية.
إن لعنة الأبدية لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة ستطارد كل من كيان العدو «الإسرائيلي» وشريكته، بل وصاحبة المشروع والقائد والأمر الناهي (الولايات المتحدة) حتى زوال هذا الكيان من الأرض الفلسطينية المحتلة، وبالإيمان بالله وبوعده بالنصر في مقام التحرك والجهاد والصبر والثبات وبتظافر كل من جهود المقاومة مع تفكك الكيان الداخلي والتحرك الإنساني من شعوب العالم، وعزلة الكيان ومحاصرته ومطاردته وملاحقته من الشعوب الحرة حول العالم بسبب ما اقترفت يداه، وستلاحق أمريكا حتى هزيمتها وانحسار نفوذها وتراجع قوتها ودورها.
إن «شبكة الأمان» العربية والإسلامية التي تعمل أمريكا على إنشائها حول الكيان لنجاته من الهلاك لن تفلح في إنقاذ هذا الكيان الإجرامي، لا من خلال «تطبيع إبراهيمي» ولا من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي، ولا من خلال مواجهة المقاومة بدلاً منه أو نزع سلاحها، كما تريد أمريكا والكيان، وسعي المطبعين للتنفيذ، لأنهم من خلال خطة ترامب الحالية «صفقة القرن» سابقاً يريدون قتل وإبادة وتهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني، وهو صاحب الحق والأرض وثابت عليها ومع الله وبه وفي سبيله يواجه وله النصر.
وعليه فقد راكم كيان العدو ومن معه في هذه المرحلة أو الجولة من هذه المعركة المستمرة فشلاً ذريعاً وخيبة وهزيمة وموجبات زوال. وبالمقابل راكمت المقاومة ومحورها بالصبر والثبات والإيمان والجهاد والتوكل على الله رصيداً قيمياً وأخلاقياً وإنسانياً عظيماً وقدرة كبيرة على الصمود، وكسب تعاطفاً إنسانياً وشعبياً دولياً والله مع الصابرين المؤمنين، ولقد بدأ كيان العدو يتآكل، وترامب لن يستطيع إنقاذ الكيان من نفسه ولا أمريكا، كذلك هذه سنن الله ولله عاقبة.

أترك تعليقاً

التعليقات