الإرهاب (العدوان الداخلي)
 

د. مهيوب الحسام

العدوان الداخلي مصطلح (صهيواستعماري) مستنسخ ومحدث بما يتوافق وحاجة المرحلة، وإن تم غرزه فيهم قبل بلوغه حد النضج لضيق الوقت، إنه مفهوم خاص بمن وقر في قلبه يقين بالعمالة، وبدمه جرت الخيانة، وترسخ بداخله إيمان بشرعية العدوان الخارجي على بلد كان يسميه بلده، وشعب كان جزءاً منه، وبخلافة المستعمر المحتل، إيمان سلب إرادته، وأزاغ عقله. إنه مصطلح من إنتاج العدوان (السعوصهيوأمريكي) على اليمن، والأمة كلها، وتوزيع الشركة الإخواوهابية، وما أكثر من تسأله ما رأيك بالعدوان على البلد وما موقفك منه؟ يرد وما أسهل الرد لديه، وما أسرع الجواب، فيقول أنا ضد العدوان الداخلي، والخارجي، إجابة عممت بليل إخواوهابي خالص، لقد تمت تعبئته بكل ما يناقض سويته، والفطرة التي فطر الله الناس عليها، حتى خفي عنه الحق، وبدا منه الباطل، فطفق ينضح شراً، وعدوانية، وحقداً، وتجده عندما يتكلم يعبر عن عدوانية بداخله أشعلها برأسه مشغله من خلال تغذيته بفكر عدواني إرهابي متطرف ضد كل من يخالفه أو يقاوم المستعمر الغربي الذي تولاه أو وكيله الإقليمي ولي أمره المباشر، وضد كل من يرفض الوصاية والارتهان والهيمنة، ويأبى الخضوع والإذعان لغير الله.
وإذا خاطبته بالقول إن العدوان الخارجي معروف ونتفق حوله، فما هو العدوان الداخلي؟ فيرد أفطنهم بأن العدوان الداخلي هو العدوان الحوثي على اليمن، والانقلاب على الجمهورية وسبتمبر، ويغفل ويتغافل عن ذكر ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م، وذلك لشيء في نفسه، وعقيدة بداخله، حيث يعتبر أن كل استعمار خلافة، وكل غزو فتح، وكل محتل ولي للأمر وإن كان رأسه زبيبة، فتقول له إن ثورة الـ14 من أكتوبر ثورة عظيمة احتضنها الشعب، والتزم معها الكفاح المسلح، فقاتلت الاستعمار البريطاني حتى تمكنت من طرده وإخراجه من الأرض اليمنية. يقول لك أعرف ذلك! ولكن بماذا أتت؟ تقول أتت بهزيمة المستعمر، وتحرير الأرض من دنسه. يقول نعم، ولكن هل أتت بأفضل أم بأسوأ منه؟ تجيب لقد أتت بأفضل من الاستعمار.. ومن هو؟ تجيبه هو الشعب اليمني. يقول لا، إنما أتت بالشيوعية الكافرة الملحدة التي لا تؤمن برب، وليست من أهل الكتاب، ترد عليه لقد انتهت الشيوعية (أفيون الشعوب)، والتي كانت تؤمن بأنه لا إله والحياة مادة، والماركسية لم يعد لها وجود في موطنها الأصلي، وقد قضينا على ما تبقى منها في نفوس الحزب الاشتراكي صيف العام 1994م، انظر لأمينه العام السابق صار سفيراً في بريطانيا نفسها، فيقول لك أيوه شوف أين هو ياسين هارباً من العدوان الداخلي! 
لقد سير نفسه مثلما استمرأ جهله، وأطاع عدوه في أهله وهو لا يعلم، ولا يدرك أن العدوان هو واحد في الفعل والمفهوم، ويطلق على البادئ بالحرب والقتل ظلماً وعدواناً. والعدوان أجنبي بطبيعته غير مقر من أحد، وخارجي عن كل القيم والأخلاق، وغير مقبول، ومرفوض، وأن من يقوم بالعدوان في الداخل هو من ارتبط بالعدوان الخارجي، ويتبعه، وينفذ أوامره وتوجيهاته، وهو جزء لا يتجزأ من العدوان الخارجي، ومرتبط به فكرياً، وروحياً، وعقيدة، وهدفاً، وسلوكاً، وممارسة، وتصرفات، ومصيراً.
إن العدوان الداخلي - إن سلمنا بالتسمية - هو صناعة المفخخات وتفجيرها في الأماكن العامة المكتظة بالناس (مدارس، مساجد، أسواق.. الخ)، وتفجيرها فيهم، وهو استهداف الآمنين وإزهاق أرواحهم بأية وسيلة كانت، بسكاكين داعشية أو قاعدية أو بالحرق أو بدفن الأسرى أحياء، وكل أشكال الإرهاب التي تمارس بتوجيه أجنبي، وأوامر من الخارج، وهو ما يثبت أن العدوان الداخلي هو جزء من العدوان الخارجي الأجنبي، وتسمية الجزء في الكل، ومنفذوه هم عملاء للعدوان الأصيل، وخونة للشعب والوطن، وأن كل من يتصدى للعدوان هو في حالة رد عليه، وفي حالة دفاع مشروع عن النفس والمال والأرض والعرض، وأن كل من هو في حالة دفاع ورد هو من المقاومة لأنه يقاوم العدوان.
إن العدوان الداخلي هو قتل جزء من الشعب من قبل نظام حكم قائم، أو السماح للخارجي الأجنبي بالاعتداء على الشعب في الداخل، ما بالك بالاستعانة بالخارجي كما حدث في الحرب السادسة على صعدة! ولا زلنا نذكر، ولا يتسع المقام للسرد. باختصار العدوان الداخلي هو (الإرهاب).
التحية للشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه الشعبية.. الرحمة للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الخزي والعار للخونة والعملاء.. اللعنة على أنصاف الرجال.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات