السيادة لا تتجزأ ولا تقبل الشراكة
 

د. مهيوب الحسام

لا يعرف معنى السيادة إلاّ من كان سيد نفسه، وسيداً على أرضه وقراره، والحرية لا يعرفها من لم يعشها. محال يعرف طعم الشيء من لم يذقه! ولهذا فإنّ ميابلة العصر، قتلة الأطفال، والنساء، الدخلاء على التاريخ والجغرافيا، أسخف عبدة المستعمر، وعبيده وسفهائه، وأقبح وكلائه ملوك كيان (بني سعود)، أنصاف الرجال، يريدون مشاركتنا قرارنا، وسيادتنا على أرضنا، وترابنا الوطني، غير القابلة للقسمة، وذلك اقتداء وتأثراً بسيدهم الأمريكي، أصيلهم في السيادة على أرض عربية ليست لهم، ولا له (أرض نجد والحجاز)، ومقدسات للمسلمين حول العالم، وليسوا أُمناء عليها، ولا خُداماً لها كما يدعون (من يَهُن يسهل الهوانُ عليه)، أنى لمن لا يمتلك سيادة معرفة معناها!
وبعد ما يقارب عامين من عدوان غاشم ظالم للكيان علينا، نكتشف أنه ليس حريصاً على مشاركتنا سيادتنا قدر حرصه أن تكون سيادتنا لسيده موضوعة بتصرفه، ويكون هو وكيلاً حقيراً لسيده علينا فقط، ذلك لأنه ما اعتاد يوماً السيادة على أرض يزعم حكمها، ولا امتلك يوماً حريته ولا قراره، وثروة ليست له بل ملك لأبناء البلد، وعليه فمن رهن قراره، وفرط بأرضه، وعرضه، لا يعرف أيضاً معنى الكرامة، لأنه لايمتلكها، ولم تك ضمن منهجه المقرر عليه من سيده، ولا في سلم أولوياته التي أساسها إرضاء وليّه من دون الله، قال تعالى: (يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) (المائدة: 57)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين..) (النساء: 144).
هؤلاء لا يريدون منا أن نشاركهم حتى بحقنا في أرضنا وجوارنا، ولا حتى بحقنا في الهواء الذي نتنفس منه معاً، فمنذ تأسيس مجلس التعاون، ونحن نسعى بحكم الجوار والجغرافيا ووشائج وصلات تربطنا كشعوب، و(نتراشاهم) بأن ننضم للمجلس، وكنا ولا نزال نواجه بالرفض، هم لا يريدون منا إلاّ أن نكون عبيداً لسيدهم مثلهم، وهم وكلاء له علينا، ولأنهم لسيدهم خاضعون أذلاء خانعون، لذا لم يستطيعوا أن يدركوا أنّا مع الله توليناه وهو ناصرنا، وكل ما يستطيعه سيدهم هو هزيمتهم فقط، لم يستطيعوا أن يقرأوا، ويتبيّنوا مما يحصل لهم في جبهات المواجهة، وبسبب غرورهم الذي منعهم من النظر لما يجري، وبأنها مقدمات تنبئ بوضوح عن النتائج، ولو فعلوا لرأوا قدرة الله ونصره لنا واضحة لا تخطئها بصيرة، قال تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) (الحج: 39).
هل سأل هؤلاء الميابلة أنفسهم لماذا وبعد عامين من عدوانهم علينا، يتقهقرون ويهزمون في كل مواجهة مع مجاهدينا في ساحات الوغى؟ لماذا لا يستطيع سيدهم نصرهم؟! ولأنهم على الباطل، ونحن على الحق، ننتصر، فنحن ندافع عن أرضنا، وعرضنا، وحريتنا، وكرامتنا، وقرارنا الوطني المستقل، وسيادتنا الوطنية ليست مؤسسة تجارية ولا مشروعاً استثمارياً يمكن التشارك فيه بنسب، ولا شركة مساهمة يمكن طرح أسهمها بالمزاد، وهذا ما لا يدركه الميابلة.
أسرة ملوك وأمراء الكيان الطارئ، من لا يعرفون العزة، ولا معناها، ولا يعرفون شيئاً في حياتهم سوى طاعة المستعمر، وهم لايؤمنون بالحرية لهم ولا لمن يحكمونهم، حيث لايسمّونهم مواطنين، بل تابعين، والهوية يسمونها لديهم تابعية (تابعية لبني سعود)، أي عبيد وإماء، وهؤلاء هم من ينشدون الحرية للشعب السوري، والليبي، والعراقي. إنها لسخرية القدر والمهانة في أبشع صورها، إن من يدعون أنهم علماء (الوهابيين) يسمونهم مطاوعة لهم، وهم مطاوع سيدهم، وهي كلمة أتت من التطويع، وعليه فلا حوار مع المعتدين، لا سبيل سوى المواجهة، والنصر، ولا خيار آخر، ولا هدنة معه، فنحن لم نعتدِ عليه، بل ندافع عن أنفسنا، والهدنة أن يوقف عدوانه ويرفع حصاره.
وعلى مجلسنا السياسي، إن كان ما يزال يمثلنا، سرعة إعلان تشكيل الحكومة (حكومة تسيير وتحرير)، وهذا مطلب الشعب اليمني، وعلى كل من الزعيم والسيد أن يقولا لهم شكلوا الحكومة، ما لم فإنّ الشعب غني بمن يتحمل المسؤولية.
التحية والإجلال للشعب اليمني العظيم الصامد، وجيشه، ولجانه الأباة المرابطين على الثغور، الصانعين النصر، الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، الخزي، والعار للخونة، الموت للمعتدين، اللعنة على أنصاف الرجال، النصر للشعب اليمني.

أترك تعليقاً

التعليقات