لن يتوقف العدوان طوعاً
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

أدركت القيادة الثورية ومنذ وقت مبكر أن العدوان الصهيوأمريكي على الشعب اليمني بأدواته الأعرابية ومرتزقتهم من الداخل والخارج، لن يتوقف طوعاً أو من خلال مشاورات أو حوار أو مفاوضات، وهو ما جعل الشعب متوكلاً على الله وبفضل وعي وإدراك قيادته يتجه نحو إنجاز موجبات النصر، مدركة أنه قام بعدوانه لهدف وأطماع معروفة، ولو كان بالحوار أو المفاوضات أو المشاورات سيتوقف لما شن عدوانه علينا أساساً، فقد شن عدوانه ونحن بحالة حوار وتفاوض معه من خلال أدواته في السلطة التي كانت تتحرك وفق توجيهاته وتحت إشرافه المباشر ومتابعته، إلا أنه رفض هذا الحوار ليفسح المجال لعدوانه، وما قتله لنا وتدميره لمقدراتنا وغزوه لبلدنا واحتلاله لأرضنا إلاّ بهدف إخضاعنا والسيطرة على وطننا ونهب ثرواتنا وخيراتنا، فهو يريد استسلاماً لا مفاوضات ولا مشاورات ولا حوار. 
وهذا ما أدركته قيادتنا جيداً، وأدركت معه أن هذه الحرب التي يشنها العدوان علينا هي حرب إجرامية لا منطق ولا حجة ولا مبرر لها، لذلك فهي حرب باطل محض ضد حق محض، ولو كان للباطل منطق أو مبرر لما سُمي باطلاً، لذا فليس أمامنا سوى المواجهة والرد والردع، فهي حرب عدوانية تستهدف شعباً بأكمله وبحجج واهية ومنها إعادة شرعية شخص واحد إلى سلطة استقال عنها طوعاً وهرب من شرعية أقرها العدوان نفسه بمبادرته الخليجية التي تخصه، ولا تخص الشعب اليمني الذي لم يقرها، بل خرج رافضاً لها، وهذه الحجج التبريرية التي يسوقها العدوان لا مسوغ لها ولا مرجعية سوى أطماعه وأباطيله، لذا فإن علينا ألا ننتظر منه الاعتراف بجرائمه ما لم يرغم على ذلك من خلال مواجهته دفاعاً مشروعاً عن أنفسنا وأرضنا وعرضنا، وهو واجب ديني وأخلاقي وقيمي، وفوق ذلك غريزي أيضاً، وبالفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، فنحن أصحاب حق وعلى الحق في مواجهتنا للعدوان، بل مأمورون بذلك من خالقنا سبحانه وتعالى، فهو لم يقل لنا في كتابه فاوضوا العدوان أو حاوره أو استسلموا له، بل قال: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" [البقرة: 190]، وقال: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" [البقرة: 216]، ولذلك فإن ما أعددناه بفضل الله وحكمة قيادتنا وصبر شعبنا، وثبات مجاهدينا وفريق تصنيعنا الحربي، هو ما سيجعل العدوان يرضخ، ولن يقوى على تحمل ضرباتنا المسددة للـ300 هدف التي حددتها قيادتنا، وسينهار قبل ضرب الهدف الـ50، وإن فاوضناه فسيكون التفاوض بين معتدٍ ومعتدى عليه، يقول سبحانه: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" [الأنفال: 61]، والعدوان لم يجنح للسلم حتى الآن، ولذلك علينا ألا نعول على مشاورات مع أدوات العدوان أو مرتزقته ومجتمعه الدولي المتهالك، كما أن العدوان لن يتوقف دون هزيمته، وهو في طريقه للهزيمة مثلما نحن في طريقنا للنصر.

أترك تعليقاً

التعليقات