حشود فرط صوتية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لم يكن يوم الأحد 15 أيلول/ سبتمبر 2024م، الموافق 12 ربيع الأول 1446هـ يوماً عادياً من أيام الشعب اليمني العظيم، ولا يوماً عادياً على العدوان الأنجلوصهيوأمريكي وأدواته التنفيذية وكيان العدو الصهيوني خصوصاً، ويعد هذا اليوم يوماً استثنائياً في حياة الشعب اليمني، وعيداً له قدر عظيم وقدسية خاصة لديهم لا يرتقي إليه أي عيد آخر، فهو يوم ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي يحتفل به هذا الشعب ويفرح به فرحاً عظيماً لا نظير له، وها هو يخرج بهذه الحشود المهيبة وغير المسبوقة احتفاء بهذه المناسبة العظيمة فرحا وحبا وابتهاجا بها وطاعة وشكرا لله على نعمته وفضله.
لقد كانت هذه الحشود أو السيول البشرية الهادرة الطوفانية التي خرجت في هذا اليوم من هذا العام حشوداً فرط صوتية تفوق كل التوقعات، فهذا بمفرده شيء عظيم يعبر عن إيمان وفرح وابتهاج عظيم، ويمثل مفخرة وعزة وكرامة لأبناء هذا الشعب. أما أن يترافق مع هذه الحشود الفرط صوتية حضور فرائحي آخر غير مسبوق وله وزنه وقيمته، والمتمثل بعملية القوة الصاروخية التي ضربت واستهدفت بتوفيق من الله هدفاً عسكرياً في مدينة "تل أبيب" (يافا المحتلة) في قلب كيان العدو الصهيوني، وبصاروخ يمني جديد فرط صوتي، فإن الفرحة تغدو فرحتين، فرحة بفضل الله ورحمته، وفرحة بهذه الضربة وبوصول هذا الصاروخ إلى هدفه متجاوزا كل أنظمة الدفاع الجوي للكيان.
ورغم أن هذه الضربة ضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد للشعب الفلسطيني المستضعف في قطاع غزة الذي يتعرض لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية للشهر الـ12، وليست افتتاحا لمسار الرد على عدوان الكيان على ميناء الحديدة ليبقى باب الرد مفتوحا، إلا أنها تمثل إنجازا له ما بعده. وفي حين اعتبر الشعب اليمني أن هذا اليوم يوما من أيام الله ويوم عزة وكرامة في حياته، فقد مثل يوما من أيام الرعب على العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل وأدواته وشكل على الكيان الصهيوني بالذات يوما من القلق والخوف والرعب، خصوصا وأن قادته لم يعرفوا بإطلاق الصاروخ اليمني إلا في وقت متأخر من إطلاقه، إذ قطع مسافة 2040 كم في 11.5 دقيقة، وهو ما أصاب قادة الكيان بالرعب وأدخل أكثر من 2 مليون مستوطن صهيوني إلى الملاجئ.
وأخيراً، نقول بأن ترافق هذه الحشود الفرط حضورية في كل الميادين بذكرى مولد خير خلق الله محمد صلى الله عليه وآله مع استهداف مدينة يافا المحتلة بهذا الصاروخ الفرط صوتي ليس صدفة، بل هي عناية الله لهذا الشعب وتوفيقه ورعايته وبوادر نصره لهذا الشعب.
لك الحمد والشكر يا الله على فضلك ورحمتك وتوفيقك لنا بقيادة مؤمنة مجاهدة ثورية صادقة استثنائية، وعنايتك بنا ونصرك لنا برسول الله، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولينصرن الله من ينصره، ولله عاقبة الأمور.

أترك تعليقاً

التعليقات