عدوان الدم وترياق الأمم
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

لن يقبل الشعب اليمني الحر العزيز أن يتم اضطهاده واستعباده وقتله وحصاره باسم قوانين الأمم التابعة لدول الفيتو الاستعمارية التي تعتبر بقية دول العالم مناطق نفوذ لها، تلك القوانين الصادرة عنها بما فيها ميثاق منظمتها (الأمم المتحدة). ولهذا لسنا مغفلين كي ننتظر من دول الفيتو الاستعمارية ومنظمتها حلاً أو حتى موقفاً محايداً، وهي الشريك الأساسي والفعلي للعدوان في جرائم القتل والإبادة بحق هذا الشعب اليمني، ومن يراهن على ذلك إما مختل أو مغفل بالحد الأدنى، ولسنا هذا ولا ذاك، لأننا وبحمد الله نعي وندرك أن علينا عدواناً ظالماً غاشماً فاجراً طاغياً مستكبراً لا يرقب فينا إلاًّ ولا ذمة، ولا يألو جهداً في سبيل إبادتنا إن عجز عن إخضاعنا، وندرك أن ما يجب علينا فعله هو ردع هذا العدوان وهزيمته، وقد وعدنا الله بالنصر عليه، ولن يخلف الله وعده. وأيضاً بتنا على دراية ووعي وإدراك وقدرة تجعلنا نحث الخطى نحو نصرنا الكبير الناجز، كما يحث عدونا خطاه مهرولاً مستعجلاً نحو هزيمته النهائية الناجزة، لذا فإن إيماننا وثقتنا بنصر الله لنا تتعاظم كل يوم، ونرى نصرنا بوضوح ونحن على بعد خطوة منه، ونرى العدو على بعد خطوة من هزيمته، بل إنه بات يعيشها بكل تفاصيلها، فتراه يهذي ويتخبط دون وعي ولا إدراك، ويتجه نحو حتفه. 
ولسنا وحدنا في هذه الأمة من يدرك أن منظمة الأمم المتحدة هي جزء من العدوان وجزء من المشكلة، وليست جزءاً من الحل، ولن تكون أبداً، ولهذا نفخر أننا في زمن الحسرة والذل والخنوع قد أدركنا بفضل الله والمسيرة القرآنية، ما لم يدركه الأوائل في العهد الوصائي البغيض المنحط، وبتنا نصنع العزة في زمن الذل والهوان، ونصنع مجداً لأمتنا كلها لا يستثني أحداً إلاّ من أبى. 
ومن يراجع تاريخ منظمة الأمم المتحدة سيدرك يقيناً أنها ما وقفت يوماً موقف حق وعدل وإنصاف، أو حتى موقفاً حيادياً منذ إنشائها، فقد كانت طوال عمرها ولا تزال شاهد زور ومشرعنة له، باذلة كل ما بوسعها لإحقاق الباطل وإبطال الحق، وغطاءً لكل قذارات دول فيتو الاستعمار، وخير مثال موقفها من احتلال فلسطين، أليس قرار التقسيم صادراً عنها؟ ما موقفها من الحروب الاستعمارية على العرب؟ وما موقفها من غزو واحتلال وتدمير وتفكيك العراق والحرب على ليبيا والحرب على سوريا وقبلها لبنان والحرب العدوانية الظالمة على الشعب اليمني وقتله وحصاره وغزوه واحتلال أراضيه وتدمير كل مقدراته وكل مقومات الحياة فيه؟ ثم انظر لما جرى ويجري بالسودان والصومال... الخ.
لذلك لنا الفخر أننا أول من صرخ في وجه الاستكبار والاستعمار، وبوجه أعداء الله، وسنصرخ وإلى الأبد: الله أكبر، والموت كل الموت لأمريكا وسياستها العدوانية الاستكبارية الاستعمارية، والموت لإسرائيل كياناً يحتل أرضنا العربية فلسطين ومقدساتنا، واللعنة على اليهود الذين قالوا يد الله مغلولة ولا يتناهون عن منكر فعلوه، والنصر للإسلام دين رحمة وعدل وإنصاف ومساواة وتسامح ومحبة.
إن تلك المنظمة كلما غرق العدوان في دمنا واختنق به وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، تداركته بترياقها الذي يعيد إليه الحياة من جديد، من خلال منحه القرارات اللازمة للتغطية على جرائمه وإعفائه منها في أحيان كثيرة، فتمنحه مزيداً من الوقت للقتل، وتطيل عمره الدموي، والأغرب تفويضه بالتحقيق في جرائمه، وتحميل المعتدى عليه المسؤولية.
إننا ندرك أنه قد لا يكون جريفيتث أفضل من سابقه، وقد يكون أسوأ منه بأشواط، مثلما أن الأمين العام الجديد ليس أفضل من سلفه بان كي مون، لأن المسألة ليست في الأشخاص، وإنما في سياسة منظومة الاستعمار ومنظمته (الأمم المتحدة) التي ليست مسؤولة عن تنفيذ أو إعمال قوانينها على علاتها، بل إنها مسؤولة عن حماية مصالح الدول الاستعمارية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وإنفاذ قوانين تلك الدول وقراراتها، لذلك لسنا بحاجة لمسكنات لآلامنا أو مخدرات موضعية كتقرير الخبراء وتصريح المبعوث الحاد ضد العدوان أحياناً، والتي لم ولن تكون بغرض إنقاذنا، بل بغرض تمويتنا بطريقة ناعمة.
إن المطلوب من منظمة دول الفيتو، إن كانت جادة، هو وقف قتلنا كأولوية لعملها الإنساني المزعوم، فليس هناك ما يمكن تسميته عملاً إنسانياً بعد القتل. أما نحن فماضون في الدفاع عن أنفسنا وأرضنا وعرضنا وكرامتنا، ودفاعنا حق شرعي بموجب قوانينها هي، ناهيك عن قوانين سواها، وهو فطرة إنسانية، وإنا بالله لمنتصرون.
التحية للشعب اليمني العظيم جيشاً ولجاناً وقيادة. الرحمة والخلود للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. الهزيمة للعدوان. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات