د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
عندما نواجه أمريكا ومحور الشر الصهيوأوروأمريكي الذي تقوده فإننا لا نواجههم بطرا ولا أشرا ولا ترفا ولا تحيزا لعرق أو لون أو لغة أو دين، وإنما نواجههم مضطرين ومجبرين على مواجهتهم ونزالهم دفاعا عن أنفسنا، لأنهم هم من طغى وبغى علينا، وهم من أعلن وبدأ ولا يزال يشن حربه العدوانية الاستعلائية الاستكبارية الاستعمارية الإجرامية الظالمة علينا كشعب يمني. هذا أولا، إضافة إلى أنها مركز التآمر علينا والفساد والدمار علينا وعلى شعوب أمتنا لاحتلال بلداننا واستعمارنا وإخضاعنا وإركاعنا ونهب ثرواتنا. وإلى جانب حروبها العدوانية العسكرية فقد عملت وتعمل على استهدافنا بحروبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ناهيك عن استهداف أجيالنا بالفساد والإفساد بحروبها الناعمة.
إن أمريكا ليست عدوا يمكن التعايش معه أو الاتفاق معه، فهي عدو إجرامي إرهابي بلا قيم ولا أخلاق، وهي لا تريد التعايش معنا ولا مع أحد من شعوب العالم، وإنما تريد فرض هيمنتها وسيطرتها وتحقيق أطماعها بالقوة أو تحت وطأة التهديد بها، وتضعنا بين خيارين: أما أن نستسلم لها وإما أن نموت، وتغفل عن أننا شعب يمني وأمة لنا خيار آخر، وهو أن نواجه ونقاتل في سبيل الله من يقاتلنا من المعتدين والغزاة المحتلين، وبعون الله ننتصر، ولأننا ندرك جيدا أن أمريكا لا تريد سلاما معنا ولا مع شعوب أمتنا بل تريد تبعية وخنوعا وخضوعا واستسلاما كاملا، وهذا ما لن يكون، وقد قالها قائدنا ونحن معه قولا وعملا.
وعندما تسعى أمريكا أو تريد منا كشعب يمني حر أن نكون عبيدا لها أو أن نتعامل معها باعتبارها إلهاً لا شريك له، فهي واهمة ولا تدرك أن ذلك أبعد من أبعد نقطة في الكون، وأن نهاية هيمنتها على المنطقة والعالم هي الأقرب، فالشعب اليمني العظيم المواجه لأمريكا لا ولن يتعامل مع أمريكا باعتبارها عصا غليظة وإنما قشة، قالها الشهيد القائد (سلام الله عليه)، وبات الشعب مؤمنا بذلك ويجدها تتحقق واقعا وبها يمضي في مواجهتها ويلقنها وأدواتها من دروس الهزائم ما تستحق برا وجوا وبحرا ويحول سفنها وبوارجها الحربية وفرقاطاتها وحاملات طائراتها إلى قش يحترق على سطح البحر أو تغرق فيه.
وأخيرا، إننا كشعب يمني عندما نواجه أمريكا بما تمثله من كتلة شر يحيط بنا وبشعوب الأمة خصوصا والعالم كله، ولأننا ندرك جيدا أنه لا يمكن تفادي هذا الشر أو النجاة منه إلا بمواجهته، لذا فإننا نواجه أمريكا كواجب ديني وقيمي وأخلاقي وإنساني، ونواجهها انتصارا للقيم الإنسانية والدينية والأخلاقية ونصرة للمستضعفين من شعوب الأمة والعالم، وللحد من شرورها والتقليل من خطرها وأطماعها وجرائم الإبادة التي تمارسها بحق كثير من الشعوب المستضعفة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، وأيضا للإسهام في بناء غد أفضل للشعب اليمني ولشعوب الأمة والعالم كله، وما النصر إلا من عند الله، والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات