اليمن وتصاعد عمليات الإسناد
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
إن وقوف اليمن قيادة وشعبا وجيشا موقف الحق بإعلانه عملية الإسناد القيمية والإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذين يتعرضون لجرائم إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ يمارسها الصهيوأمريكي بحقهم منذ أكثر من 460 يوماً كان له أثره في الفعل وحتى في إيقاظ ضمير كثير من أبناء الشعب الأمريكي وشعوب دول الاستعمار الغربي عموما. وقد كانت عملية الإسناد ولا تزال تشكل ضربة قاصمة لظهر إمبراطورية الشر الأمريكية صاحبة الحرب وجرائم الإبادة وبالذات في قواتها البحرية التي كانت تفاخر بها وتهدد بها كل من يحاول أن يقول لا لأمريكا.
أما استمرار عمليات الإسناد، لا بل وتصاعدها كما ونوعا وقوة وتأثيرا على أمريكا وسفنها وبوارجها ومدمراتها وفرقاطاتها الحربية وحاملات طائراتها وعلى اقتصادها ومكانتها وهيبتها كذلك تأثيرها على كيانها الصهيوني المجرم واقتصاده وأمنه في حاضره ومستقبله فهو إنجاز شكل ويشكل رعبا يقض مضاجع هذا الكيان ورعاته وداعميه من عجم وعرب، ولم تفلح التحالفات العالمية التي شكلتها أمريكا ولا تزال، في محاولة منع هذه العملية أو تخفيفها، بل على العكس زادت تعاظمها وقوة تأثيرها، فبعد أن كان وصول الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية إلى ميناء أم الرشراش أسبوعيا أصبحت تصل إلى قلب الكيان يوميا مع تطور القدرات اليمنية وعجز العدو عن مواجهتها أو اعتراضها.
إن بقاء واستمرار عملية الإسناد اليمنية وهي البعيدة مكانيا عن فلسطين وغزة لم تحرج الأنظمة العربية المجاورة أو القريبة من فلسطين وإنما زادت وتيرة تطبيعها وشراكتها للصهيوأمريكي بجرائم الإبادة بحق أبناء غزة خوفا من هزيمة الكيان وزوالها معه، وهي التي لم يكن لها وللشعوب التي تحكمها من عدو غيره، وقد قالها لهم ترامب في ولايته الرئاسية السابقة بأنها سوف يحلبها حتى يجف ضرعها، ثم يتم ذبحها، وهذا هو مشروع الصهيوأمريكي في هذه الأنظمة التي صنعها بنفسه وتولته وأصبح مصيرها من مصيره رغم ما تملكه هذه الأنظمة من إمكانات مادية تؤهلها لأن تكون قوة كبرى تحمي نفسها وأمتها.
وأخيرا، فإن تطور القدرات العسكرية الصاروخية اليمنية والتي وصلت إلى الصواريخ الفرط صوتية لم يكن ناتجا عن قوة الإمكانات المادية للشعب اليمني وهو المعتدى عليه والمحاصر للعام العاشر، وإنما لوجود منهج وقيادة مؤمنة وواعية ومجاهدة وعظيمة في هذا الزمن الاستثنائي، وشعب مؤمن مجاهد عظيم ملتف حول قيادته، وإرادة وتوكل على الله والأخذ بموجبات النصر، وبفضل الله وعونه أنجز هذا الشعب بقيادته ومجاهديه وفي زمن قياسي ما لم تنجزه أي دولة من دول المال والنفط في هذه الأمة وكثير من دول العالم، بل جلها ممن تمتلك الإمكانات المادية ولم تتعرض لحصار كما تعرض له الشعب اليمني ناهيك عن العدوان الكوني عليه.
إنه الله الذي أنجز وعده، وما النصر إلا من عند الله، وعلى الله، وليس على أمريكا، فليتوكل المؤمنون، والقادم أعظم.

أترك تعليقاً

التعليقات