قريـــــح
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

يستقبل أطفالنا شهر رمضان بطريقتهم الاحتفائية الخاصة. ما إن يشاهد الفلكي الجوبي هلال رمضان عبر تلسكوبه القديم ويعلن بدء الشهر الكريم، تشاهد الأطفال يتسكعون بالحارات لشراء أقوى وأحدث القريح الصيني. وهات يا قريح وإزعاج لخلق الله القاطنين في العاصمة صنعاء!
أمانة تسمع صنعاء كلها اشتباكات وقوارح خلال شهر رمضان.
تعود من المقيل أو من العمل، وما تصل بيتك إلا وقد لحقوك جهال الحواري الأخرى بشتى أنواع القريح والصواريخ يقرحوها عرضك. يعني تصل البيت وقد قميصك مخزق حارق من الطماش وقد طيروا لك نفسك والتخديرة.
 تكون أنت بحالة يعلم بها الله بعد القات، فاصل عن العالم كله، تفكر بتفاصيل أنت في غنى عن نبشها في الوقت الحاضر. ويلحقوك بقريح!
حلو انهم طيروا تخديرة القات حق أمس.
أمانة بعض التخديرات تحتاج لها قريح، لأنها لا تترك لك همَّاً ولا قضية إلا ونبشتها. بعض التخديرات تجلب لك هموم الدنيا والآخرة. زي تخديرتي اللعينة حق أمس. تخديرة حشدت لداخل رأسي هموم ومواجع الدنيا كلها، وصولاً لإلزامي ممارسة دور ومهام رئيس هيئة مكافحة الجراد. ما دخلنا أنا بالجراد والبحث عن حلول فورية لمكافحة الجراد قبل أن تلتهم محاصيل الناس؟! بعض تخديرة تجعلك مش فقط تكافح الجراد، بل تكافح نفسك أيضاً. أي تخديرة هذه تجلب لك الحزن والخوف والقلق معاً؟! ما هو المخيف والمقلق بالله عليكم في الجراد؟! تخديرة بنت كلب تجعل للجراد شأن في بلد أبناؤه يفزع ليستقبلها بأفواههم نيئة فور وصولها. 
بلد أبناؤه لا يعجزون ولا يخافون من شيء. فقط أحياناً التخديرة وحدها تقلق و... الخ. لا أشكك بجميع تخديرات القات إنها تبعث الجبن والقلق والفشل. فتخديرة عن أخرى تختلف. منها اللي ترفع الراس ولا تنتهي بك إلا وقد نعثت على إثرها جبهة كاملة تابعة للتحالف.
أما تخديرتي حق أمس لحالها! حرام ما تفعل نطة لبقعة. ما بعدها الا الهزيمة.
الله لا ألحقها خير هي ونوع القات والمقوت الموسح هذاك طرف سوق الكويت. المهم الشعب الذي يقشط ويجرد الجراد فموياً لا تقلق عليه. البلد الذي أطفاله يستقبلون الشهر الكريم بالقريح لا تقلق عليه أيضاً. مهما كانت التخديرة! قلك يستقبلوا الشهر الكريم. ما قد شفت أطفال تحيفين مخيفين زي أطفالنا. يلاعبك بقريح صيني يرمي به لعرضك وأنت عائد بالظلام لما يطيّر روحك من أجل يضحك! هذا وهم يلاعبوا، كيف إذا كان الموضوع جد؟! 
أطفال يشتروا قريح من البقالة وبدل ما يروحوا يقرحوها مباشرة، يروحوا يطوروا ويفاقموا دوي صوتها ليصل ليس فقط للحارة الخامسة وإنما ليصل صوتها إلى أرحب. كما لو أن معاهم صواريخ باليستية يطوروها. قد الصيني ضبط القريح على صوت كبير. لكن الجهال حقنا ما يقتنعوش بذلك الصوت. يذهب الطفل يشتري القريح ويرجع يدور قوطي والا بالدي أو دبة بلاستيكية يقرحها داخلها وهات يا صوت يصحي الحارة كلها. التحالف يمنع ويحاصر أطفالنا من الحليب والأدوية ويدخل لهم بدالها قريح. قلك يستقبلوا رمضان! استقبال ايش؟! يستقبله بقريح يهزك وينفضك أنت وفرشك والدولاب للأرض.

أترك تعليقاً

التعليقات

محمد الحميري
  • الأحد , 23 يـونـيـو , 2019 الساعة 11:25:17 AM

ما شاء الله تبارك الله كلام في قمة الروعة مزيد من التقدم مزيد من النجاح